نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 357
حمله عليه فى الخارج. و إن لم يكن كذلك بل أعطى لميّة التصديق دون
لميّة الحكم فهو برهان الإنّ [1]. فإن كان الأوسط [2] مع ذلك معلولا للأكبر فذلك يسمّى دليلا. مثال الأوّل هذه الخشبة
مسّتها النّار فتكون محترقة [3]. و [4] مثال الثّانى
[5] هذه الخشبة محترقة [6] فقد مسّتها النّار [7].
لكن الشّيخ أورد مثال القسم الثّانى من القياس الاستثنائى: إن كان
كسوف قمرىّ فالأرض متوسّطة بين الشّمس و القمر، لكن هيهنا كسوف قمرىّ فالأرض
متوسطّة بين الشّمس و القمر، فقد [8] استدللنا للكسوف [9] على [10]
التوسّط [11]، و المستثنى يجرى مجرى الحدّ الأوسط
لأنّه هو الّذى يستدلّ به على المطلوب. فأمّا إذا قلت: إن كانت الأرض [12] متوسّطة بين الشّمس و القمر [13] فالقمر منخسف
[14]، كان ذلك برهان اللّم لأنّك استدللت بالعلّة على المعلول. و المثال
المورد من الحمليّات: هذا الشخص به حمّى غبّ
[15]، و كلّ من به حمّى غبّ فله قشعريرة غارزة ناخسة [16]، فقد استدللت بالحمّى الّتى هى علّة
القشعريرة عليها [17]. و أمّا إن استدللت بالقشعريرة [18] على كونه الحمّى غبّا كان ذلك برهان
الإنّ.
و اعلم أنّه ليس من شرط كون البرهان
[19] برهان اللّم أن يكون الأوسط علّة لوجود الأكبر مطلقا [20]، بل أن يكون علّة لحصول [21] الأكبر فى الأصغر و إن لم يكن علّة
له [22] مطلقا، فإنّا
[23] إذا قلنا: كلّ إنسان حيوان، و كلّ
[24] حيوان جسم، فالبرهان لمّى، لأنّ الحيوان علّة لحصول الجسميّة [25] فى الإنسان و إن لم يكن علّة مطلقة
لحصول الجسميّة.