نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 84
إشارة [في إثبات القوى المدركة و أحوالها]
لعلك تنزع الآن إلى أن نشرح لك أمر القوى الدراكة من باطن أدنى شرح،
و أن نقدم شرح أمر القوى المناسبة للحس أولا. فاسمع أ ليس قد تبصر القطر النازل
خطا مستقيما، و النقطة الدائرة بسرعة خطا مستديرا. [هذا] كله على سبيل المشاهدة لا
على سبيل تخيل أو تذكر. و أنت تعلم أن البصر إنما ترتسم فيه صورة المقابل و
المقابل النازل أو المستدير كالنقطة لا كالخط.
فقد بقي إذن في بعض قواك هيئة ما ارتسم فيه أولا و اتصل بها هيئة
الإبصار الحاضر.
فعندك قوة قبل البصر إليها يؤدي البصر كالمشاهدة و عندها تجتمع
المحسوسات فتدركها، و عندك قوة تحفظ مثل المحسوسات بعد الغيبوبة مجتمعة فيها. و
بهاتين القوتين يمكنك أن تحكم أن هذا اللون غير هذا الطعم، و أن لصاحب هذا اللون
هذا الطعم. فإن القاضي بهذين الأمرين يحتاج إلى أن يحضره المقضي عليهما جميعا.
فهذه قوى.
و أيضا فإن الحيوانات ناطقها و غير ناطقها تدرك في المحسوسات الجزئية
معاني جزئية غير محسوسة. و لا متأدية من طريق الحواس. مثل إدراك الشاة معنى في
الذئب غير محسوس، و إدراك الكبش معنى في النعجة غير محسوس إدراكا جزئيا يحكم به
كما يحكم الحس بما يشاهده. فعندك قوة هذا شأنها. و أيضا فعندك و عند كثير من
الحيوانات العجم قوة تحفظ هذه المعاني بعد حكم الحاكم بها غير الحافظة للصور.
و لكل قوة من هذه القوى آلة جسمانية خاصة، و اسم خاص فالأولى هي
المسماة بالحس المشترك و نبطاسيا و آلتها الروح المصبوب في مبادئ عصب الحس لا سيما
في مقدم الدماغ. و الثانية المسماة بالمصورة و الخيال. و آلتها الروح المصبوب في
البطن المقدم لا سيما في الجانب الأخير.
و الثالثة الوهم. و آلتها الدماغ كله لكن الأخص بها هو التجويف
الأوسط
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 84