نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 39
و أما المخيلات فهي قضايا يقال قولا فيؤثر في النفس تأثيرا عجيبا من
قبض أو بسط، و ربما زاد على تأثير التصديق و ربما لم يكن معه تصديق مثل ما يفعل
قولنا و حكمنا في النفس أن العسل مرة مهوعة على سبيل محاكاته للمرة فتأباه النفس و
تنقبض عنه، و أكثر الناس يقدمون و يحجمون على ما يفعلونه و عما يذرونه إقداما و
إحجاما صادرا عن هذا النحو من حركة النفس لا على سبيل الرؤية و لا الظن، و
المصدقات من الأوليات و نحوها و المشهورات قد تفعل فعل المخيلات من تحريك النفس أو
قبضها و استحسان النفس لورودها عليها لكنها يكون أولية و مشهورة باعتبار و مخيلة باعتبار،
و ليس يجب في جميع المخيلات أن يكون كاذبة كما لا يجب في المشهورات و ما يخالف
الواجب قبوله أن يكون لا محالة كاذبا، و بالجملة التخيل المحرك من القول متعلق
بالتعجب منه إما لجودة هيئته أو قوة صدقه أو قوة شهرته أو حسن محاكاته لكنا قد نخص
باسم المخيلات ما يكون تأثيره بالمحاكاة و بما يحرك النفس من الهيئة الخارجة عن
التصديق.
[الثاني] تذنيب [في بيان أن التسليم حال القضية من حيث يوضع
وضعا]
و نقول: إن اسم التسليم يقال على أحوال القضايا من حيث توضع وضعا و
يحكم بها حكما كيف ما كان فربما كان التسليم من العقل الأول و ربما كان من اتفاق
الجمهور و ربما كان من الخصم.
النهج السابع
و فيه الشروع في التركيب الثاني للحجج
[الأول] إشارة [إلى القياس و الاستقراء و التمثيل]
أصناف ما يحتج به في إثبات شيء لا رجوع فيه إلى القبول و التسليم أو
فيه رجوع إليه لكنه لم يرجع إليه ثلاثة: أحدها القياس، و الثاني الاستقراء و ما
معه، و الثالث التمثيل و ما معه.
و أما الاستقراء فهو الحكم على كلي بما وجد في جزئياته الكثيرة مثل
حكمنا بأن كل حيوان يحرك عند المضغ فكه الأسفل استقراء للناس و الدواب و الطير، و
الاستقراء غير موجب للعلم الصحيح فإنه ربما كان ما لم يستقرأ، بخلاف ما استقرأ مثل
التمساح في مثالنا بل ربما كان المختلف فيه و المطلوب بخلاف حكمه- حكم خ ل- جميع
ما سواه
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 39