responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 38

و أما المأخوذات فمنها مقبولات، و منها تقريريات، و أما المقبولات من جملة المأخوذات فهي آراء مأخوذة عن جماعة كثيرة من أهل التحصيل أو من نفر أو إمام يحسن به الظن، و أما التقريريات فإنها المقدمات المأخوذة بحسب تسليم المخاطب أو التي يلزم قبولها، و الإقرار بها في مبادئ العلوم إما مع استنكار و يسمى مصادرات، و إما مع مسامحة ما و طيب نفس و يسمى أصولا موضوعة و لهذه موضع منتظر.

و أما المظنونات فهي أقاويل و قضايا و إن كان يستعملها المحتج بها جزما فإنه إنما يتبع فيها مع نفسه غالب الظن من دون أن يكون جزم العقل منصرفا عن مقابلها، و صنف من جملتها المشهورات بحسب بادئ الرأي غير المتعقب و هي التي تغافص الذهن فيشغله عن أن يفطن الذهن لكونها مظنونة أو كونها مخالفة للشهرة إلى ثاني الحال و كان النفس يذعن لها في أول ما يطلع عليها فإن رجعت إلى ذاتها عاد الإذعان ظنا أو تكذيبا، و أعني بالظن هاهنا ميلا من النفس مع شعوره بإمكان المقابل و من هذه المقدمات قول القائل انصر أخاك ظالما أو مظلوما، و قد يدخل المقبولات في المظنونات إذا كان الاعتبار من جهة ميل نفس يقع هناك مع شعور بإمكان المقابل.

و أما المشبهات فهي التي تشبه شيئا من الأوليات و ما معها أو المشهورات و لا تكون هي هي بأعيانها و ذلك الاشتباه يكون إما بتوسط اللفظ و إما بتوسط المعنى، و الذي يكون بتوسط اللفظ فهو أن يكون اللفظ فيهما واحدا و المعنى مختلفا، و قد يكون المعنى مختلفا بحسب وضع اللفظ في نفسه كما يكون في المفهوم من لفظ العين، و ربما خفي ذلك جدا كما يخفى في النور إذا أخذ تارة بمعنى المبصر و أخرى بمعنى الحق عند العقل، و قد يكون بحسب ما عرض للفظ في تركيبه إما في نفس تركيبه كقول القائل غلام حسن بالسكونين أو بحسب اختلاف دلائل حروف الصلات فيه التي لا دلائل لها بانفرادها بل إنما تدل بالتركيب و هي الأدوات بأصنافها مثل ما يقال ما يعلم الإنسان فهو كما يعلمه فتارة هو يرجع إلى ما يعلم و تارة إلى الإنسان، و قد يكون بحسب ما يعرض اللفظ من تصريفه، و قد يكون علي وجوه أخر قد بينت في مواضع أخر من حقها أن تطول فيها الفروع و تكثر، و أما الكائن بحسب المعنى مثل ما يقع بحسب إيهام العكس مثل أن يؤخذ كل ثلج أبيض فيظن أن كل أبيض ثلج، و كذلك إذا أخذ لازم الشي‌ء بدل الشي‌ء فيظن أن حكم اللازم حكمه مثل أن يكون الإنسان يلزمه أن يتوهم و يلزمه أنه مكلف مخاطب فيتوهم أن كلما له وهم و فطنة ما فهو مكلف، و كذلك إذا وصف الشي‌ء بما وقع منه على سبيل العرض مثل الحكم على السقمونيا بأنه مبرد إذا أشبه ما يبرد من جهة و كذلك أشياء أخر تشبه هذه، و بالجملة كل ما يروج من القضايا على أنه بحال يوجب تصديقا لأنه يشبه أو يناسب شبيه- أو مناسب خ ل- لما هو بتلك الحال أو قريب منه فهذه هي المشبهات اللفظية و المعنوية و قد بقيت المخيلات.

نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست