responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 145

إشارة [في تمهيد العذر لمن يجوز أن يجعل الحق واسطة في تحصيل شى‌ء آخر غيره‌]

المستحل توسيط الحق مرحوم من وجه فإنه لم يطعم لذة البهجة به فيستعظمها إنما مفارقته مع اللذات المخدجة فهو حنون إليها غافل عما وراءها و ما مثله بالقياس إلى العارفين إلا مثل الصبيان بالقياس إلى المحنكين فإنهم لما غفلوا عن طيبات يحرص عليها البالغون و اقتصرت بهم المباشرة على طيبات اللعب صاروا يتعجبون من أهل الجد إذا ازوروا عنها عائفين لها عاكفين على غيرها. كذلك من غض النقص بصره عن مطالعة بهجة الحق أعلق كفيه بما يليه من اللذات لذات الزور فتركها في دنياه عن كره و ما تركها إلا ليستأجل أضعافها. و إنما يعبد الله تعالى و يطيعه ليتخوله في الآخرة شبعة منها فيبعث إلى مطعم شهي و مشرب هني‌ء و منكح بهي و إذا بعثر عنه فلا مطمح لبصره في أولاه و أخراه إلا إلى لذات قبقبه و ذبذبه. و المستبصر بهداية القدس في شجون الإيثار قد عرف اللذة الحق و ولى وجهه سمتها مسترحما على هذا المأخوذ عن رشده إلى ضده و إن كان ما يتوخاه بكده مبذولا له بحسب وعده.

إشارة [في ذكر ما هو مبدء حركة العارف و هو الارادة]

أول درجات حركات العارفين ما يسمونه هم الإرادة. و هو ما يعتري المستبصر باليقين البرهاني، أو الساكن النفس إلى العقد الإيماني من الرغبة في اعتلاق العروة الوثقى فيتحرك سره إلى القدس لينال من روح الاتصال. فما دامت درجته هذه فهو مريد.

إشارة [في بيان احتياج المريد إلى الرياضة و بيان أغراضها]

ثم إنه ليحتاج إلى الرياضة. و الرياضة متوجهة إلى ثلاثة أغراض: الأول:

تنحية ما دون الحق عن مستن الإيثار، و الثاني: تطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة لينجذب قوى التخيل و الوهم إلى التوهمات المناسبة للأمر القدسي منصرفة عن التوهمات المناسبة للأمر السفلي، و الثالث: تلطيف السر للتنبه. و الأول يعين عليه الزهد الحقيقي.

و الثاني يعين عليه عدة أشياء: العبادة المشفوعة بالفكرة، ثم الألحان المستخدمة لقوى النفس الموقعة لما لحن به من الكلام موقع القبول من الأوهام، ثم نفس الكلام الواعظ من قائل ذكي بعبارة بليغة و نغمة رخيمة و سمت رشيد، و أما الغرض الثالث فيعين عليه الفكر اللطيف، و العشق العفيف الذي يأمر فيه شمائل المعشوق ليس سلطان الشهوة

نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست