responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 143

النمط التاسع في مقامات العارفين‌

تنبيه [في أن للعارفين درجات‌]

إن للعارفين مقامات و درجات يخصون بها و هم في حياتهم الدنيا دون غيرهم.

فكأنهم و هم في جلابيب من أبدانهم قد نضوها و تجردوا عنها إلى عالم القدس و لهم أمور خفية فيهم و أمور ظاهرة عنهم. يستنكرها من ينكرها و يستكبرها من يعرفها. و نحن نقصها عليك.

و إذا قرع سمعك فيما يقرعه و سرد عليك فيما تسمعه قصة لسلامان و أبسال.

فاعلم أن سلامان مثل ضرب لك، و أن أبسالا مثل ضرب لدرجتك في العرفان إن كنت من أهله. ثم حل الرمز إن أطقت.

تنبيه [في ذكر أحوال طلاب باعتبار الاعراض‌]

المعرض عن متاع الدنيا و طيباتها يخص باسم الزاهد، و المواظب على فعل العبادات من القيام و الصيام و نحوهما يخص باسم العابد، و المتصرف بفكره إلى قدس الجبروت مستديما لشروق نور الحق في سره يخص باسم العارف. و قد يتركب بعض هذه مع بعض.

تنبيه [في تمييز ما للعارف من الزهد و العبادة]

الزهد عند غير العارف معاملة ما كأنه يشتري بمتاع الدنيا متاع الآخرة، و عند العارف تنزه ما عما يشغل سره عن الحق، و تكبر على كل شي‌ء غير الحق. و العبادة عند غير العارف معاملة ما كأنه يعمل في الدنيا لأجرة يأخذها في الآخرة هي الأجر و الثواب، و عند العارف رياضة ما لهممه أو قوى نفسه المتوهمة و المتخيلة ليجرها بالتعويد عن جناب الغرور إلى جناب الحق فتصير مسالمة للسر الباطن حينما يستجلي الحق لا ينازعه فيخلص السر إلى الشروق الساطع و يصير ذلك ملكة مستقرة كلما شاء السر اطلع إلى نور الحق غير مزاحم من الهمم بل مع تشييع منها له فيكون بكليته منخرطا في سلك القدس.

نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست