responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 135

من الجهل [و الرذيلة]، و إنما يعرض للعذاب المحدود ضرب من الرذيلة و حد منه. و ذلك في أقل أشخاص الناس. و لا تصغ إلى من يجعل النجاة وقفا على عدد و مصروفة عن أهل الجهل و الخطايا صرفا إلى الأبد، و استوسع رحمة الله. و ستسمع لهذا فضل بيان.

وهم و تنبيه [في أن إبراء شى‌ء هو في أصل وضعه مما ليس يمكن أن يغلب فيه الخير]

أو لعلك تقول: هلا أمكن أن يبرأ القسم الثاني عن لحوق الشر. فيكون جوابك:

أنه لو برأ عن أن يلحقه ذلك لكان شيئا غير هذا القسم و كان القسم الأول و قد فرغ عنه. و إنما هذا القسم في أصل وضعه مما ليس يمكن أن يكون الخير الكثير يتعلق به إلا و هو بحيث يلحقه شر بالضرورة عند المصادمات الحادثة، فإذا برأ عن هذا فقد جعل غير نفسه فكأن النار جعلت غير النار و الماء غير الماء. و ترك وجود هذا القسم و هو على صفته المذكورة غير لائق بالجود على ما بينا.

وهم و تنبيه [في إزالة ما يوهم من قبح العقاب على ما يصدر على سبيل الوجوب‌]

و لعلك تقول: أيضا فإن كان القدر فلم العقاب؟ فتأمّل جوابه: أن العقاب للنفس على خطيئتها كما ستعلم هو كالمرض للبدن على نهمه فهو لازم من لوازم ما ساق إليه الأحوال الماضية التي لم يكن من وقوعها بد و لا من وقوع ما يتبعها، و أما [العقاب‌] الذي يكون على جهة أخرى من مبدإ له من خارج فحديث آخر. ثم إذا سلم معاقب من خارج فإن ذلك أيضا يكون حسنا لأنه قد كان يجب أن يكون التخويف موجودا في الأسباب التي تثبت فتنفع في الأكثر و التصديق تأكيد للتخويف فإذا عرض من أسباب القدر أن عارض واحد مقتضى التخويف و الاعتبار فركب الخطأ و أتى بالجريمة وجب التصديق لأجل الغرض العام و إن كان غير ملائم لذلك الواحد و لا واجبا من مختار رحيم لو لم يكن هناك إلا جانب المبتلى بالقدر، و لم يكن في المفسدة الجزئية له مصلحة كلية عامة كثيرة لكن لا يلتفت لفت الجزئي لأجل الكلي كما لا يلتفت لفت الجزء لأجل‌

نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست