نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 126
النمط السابع في التجريد
تنبيه [في بيان مراتب الموجودات من البدء إلى منتهى مراتبها]
تأمّل كيف ابتدأ الوجود من الأشرف فالأشرف حتى انتهى إلى الهيولى، ثم
عاد من الأخس فالأخس إلى الأشرف فالأشرف حتى بلغ النفس الناطقة و العقل المستفاد و
لما كانت النفس الناطقة التي هي موضوعة ما للصور المعقولة غير منطبعة في جسم تقوم
به؛ بل إنما هي ذات آلة بالجسم فاستحالة الجسم عن أن يكون آلة لها و حافظا للعلاقة
معها بالموت لا يضر جوهرها؛ بل يكون باقيا بما هو مستفيد الوجود من الجواهر
الباقية. [- 3- 265- 1]
تبصرة [في أن اتصال النفس بالعقل الفعال لا يضرها في بقائها]
إذا كانت النفس الناطقة قد استفادت ملكة الاتصال بالعقل الفعال لم
يضرها فقدان الآلات لأنها تعقل بذاتها كما علمت، لا بآلتها. و لو عقلت بآلتها لكان
لا يعرض للآلة كلال البتة إلا و يعرض للقوة العاقلة كلال كما يعرض لا محالة لقوى
الحس و الحركة؛ و لكن ليس يعرض هذا الكلال بل كثيرا ما تكون القوى الحسية و
الحركية في طريق الانحلال.
و القوة العقلية إما ثابتة، و إما في طريق النمو و الازدياد. و ليس
إذا كان يعرض لها مع كلال الآلة كلال يجب أن لا يكون لها فعل بنفسها. و ذلك لأنك
علمت أن استثناء عين التالي لا ينتج. و أزيدك بيانا فأقول: إن الشيء قد يعرض له
من غيره ما يشغله عن فعل نفسه. فليس ذلك دليلا على أنه لا فعل له في نفسه. و أما
إذا وجد و قد لا يشغله غيره فلا يحتاج إليه. فدل على أن له فعلا بنفسه.
زيادة تبصرة [في تقرير الحجة الثانية على تعقل النفس بذاتها لا
بالآلات]
تأمّل أيضا أن القوى القائمة بالأبدان يكلها تكرر الأفاعيل لا سيما
القوية و خصوصا إذا اتبعت فعلا فعلا على الفور. و كان الضعيف في مثل تلك الحال غير
مشعور به كالرائحة الضعيفة إثر القوية
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 126