responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 320

السياسي مع الشعار السياسي الذي خرج به زيد والمفارقة كبيرة جدّاً، فإنّ الشعار المرميّين بالغلو «لبيك»، أي الطاعة والانقياد للإمام عليه السلام نظير شعار المسلمين في بعض غزوات النبي صلى الله عليه و آله و سلم «لبيك داعي اللَّه».

فقد روى الكشي عن حمدويه: قال: حدثنا يعقوب عن ابن أبي عمير عن عبد الصمد بن بشير عن مصادف قال:

لما لبّى القوم الذين لبّوا بالكوفة دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السلام فأخبرته بذلك فخرّ ساجداً وألزق جؤجؤه بالأرض وبكى وأقبل يلوذ بإصبعه ويقول: بل عبد اللَّه قنّ داخر مراراً كثيرة ... [1].

بينما كان شعار ثورة زيد الدعوة إلى الرضا من آل محمّد، ومقصوده- كما أوضحت الروايات- وإن كان الإمام الصادق عليه السلام باعتبار أنّه الشخص المرضي في الصفات المتميّز بالمناقب والكمالات من أهل البيت عليهم السلام، إلّاأنّه لم يكن بيّناً عند عامة الناس، فخروجهم كان قبل خروج زيد وشعارهم كان أخصّ بأهل البيت عليهم السلام من شعار زيد.

وتبرّئه عليه السلام من هذا الشعار إما بلحاظ ما نشرته السلطات الأموية من دعاية كون ذلك الشعار تأليهاً لأئمة أهل البيت عليهم السلام، فكان الموقف منه عليه السلام يستدعي التبرّء من هذه الدعاية المضادّة وإحباط تأثيرها سواء في صفوف أتباع أهل البيت من الشيعة أو عند العامّة، فإنّ هذه السياسة الهدّامة من الأمويّين كانت تغرّر بأتباع أهل البيت وتبعدهم عن الحقيقة الشامخة إلى الانحراف الخاطىء الذي كان يطمع الأمويون رؤيته في أتباع أهل البيت عليهم السلام.

نظير ما تصنعه الآن القوى الغربية والاستعمارية من خلط التيارات التي تدّعي المهدوية أو النيابة الخاصّة كفرق البابيّة تشويهاً ومحاربة للعقيدة الحقّة الشامخة بالإمام المهدي لدى المسلمين.


[1] . الكشي 365/ ح 531.

نام کتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست