نام کتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 273
11- الصراط المستقيم بين إفراط من طعن عليهم بالغلو وبين تفريط الاتجاه المعاكس لهم (بين نبذ هدنة التعايش ونبذ التبري الباطل)
قال اللَّه تعالى حاكياً عن موسى حيث رجع عن ميقات ربه فرأى أنّ الناس قد عبدوا العجل «قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي»[1].
و هذا المشهد القرآني ينطبق على موقف أهل البيت عليهم السلام تجاه كل من انحراف المسلمين عن اتباع وإمامة أهل البيت أو زيغ المقالة التي تنسب إلى من رموا بالغلو.
فنرى النبي هارون في حين أنّه أنكر على بني إسرائيل عبادتهم للعجل واتباعهم للسامري لم يصعّد هذا الإنكار إلى المجابهة المسلّحة ممّا يؤدّي إلى تفرّق أمّة بني إسرائيل، بينما نلاحظ هذا الخطأ في تصعيد الإنكار عند المغيرة بن سعيد وأبي الخطاب وأمثالهم ممن كان لديهم غلوّ سياسي وتطرّف في الموقف الفقهي تجاه المخالفين لأهل البيت عليهم السلام. فإنّ الإنكار للباطل لا يعني التفريط بوحدة الأمّة في ظلّ الهدنة فيما بين فرقها، كما أنّ النبي هارون عصم من أن يقع في انحراف آخر وهو الذوبان والسكوت عن عبدة العجل من بني إسرائيل تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة في أمّة بني إسرائيل بدرجة يؤدّي إلى التفريط في