خروج الحسين (ع) في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب، لكل بيضة وجهان المؤدون إلى الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه، وإنه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (ع) جاء الحجة الموت، فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي (عليهماالسلام) ولا يلي الوصي إلا الوصي» [3].
ومفاد الرواية أن مقام الإمامة لا سيما في الرجعة رغم أنه منصب عظيم وخطير، إلا أن الإلتباس بشخصية أخرى تتقمص منصب الإمامة بأن يكون دجالًا أو شيطاناً أمر ممكن، فيظهر منه التلاعب في منطق الكلام، وهو الإحتمال الأوَّل أي الدجل، أو التلاعب في إظهار أمور خارقة للعادة بحسب الصورة لا الحقيقة، وهو الإحتمال الثاني وهو الشيطنة، بل كلا الأمرين في كلا الإحتمالين يجتمعان، فلابد من توكيد الدلالات والآيات عليه (ع) كي تتم الحجية، لخطورة هذا المقام الذي هو سبب واصل بين الأرض وسماء الغيب، فلا تتم الدلالة إلا بدلالة إمام قبله، كما ورد أن الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق، أي أن منطق الحجية مهمين منهاجا على طريق الإتصال بالسماء، وليس إدعاءات