responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 255

بمثابة الأسس التقنينيّة والأعمدة الّتي تنطلق منها بقيّة التشريعات في فصول الدستور وتأخذ الفصول الدستوريّة التقنينيّة حالة طبقات يتوالد من بعضها البعض وتأخذ في الاتّساع شيئاً فشيئاً. ثم يأتي دور تشريعات المجالس النيابيّة، وهي بمثابة جانب تطبيقي للتشريعات الدستوريّة على البيئات المختلفة وبالتالي تكون القوانين النيابيّة متولّدة من القوانين الدستوريّة بنحو مترامي.

وهكذا الحال في النسبة بين التقنينات الوزاريّة مع التقنينات النيابيّة، وكذلك الحال في النسبة بين التقنينات الوزارية والتقنينات البلديّة.

ومن ذلك يتبيّن أنّ هناك عدّة نوافذ في معرض إخفاق التقنين عن إصابة كلّ طبقة من التقنين للطبقة الّتي فوقها. فقد لا يصيب تشريع القوانين البلديّة القوانين الوزاريّة المقرّرة، كما قد لا يصيب القانون الوزاري القوانين في المجالس النيابيّة، كما قد لا تصيب القوانين والتشريعات النيابيّة القوانين الدستوريّة.

ومن ذلك نرى دوام التغيّر والتصحيح والتبديل والتغيير على الأصعدة المختلفة وهذه التغييرات تختلف عن التغييرات في الأعراف، إذ هناك فاصل بيّن بين عرفنة القوانين وبين قنونة الأعراف، وكثيراً ما يحصل الخلط بين البيئتين.

كما أنّ حالة التجاذب والتقاطع حاصلة بين الجانبين، وليس المجال مفتوحاً أمام الحكومات وتقنيناتها لقسر الأعراف برمّتها بل هناك حدود وخطوط ثابتة لا تقوى الحكومات على زعزعتها في الأعراف.

تطوّرات الأعراف العقلائيّة ودوام التغيّر فيها

لا ريب أنّ عمليّة التغيير في الأعراف ظاهرة مشهودة في البشريّة سواء بسبب تغيير القوانين- وإن كان التأثير متبادلًا ومتعاكساً بين العرف والقوانين- أو بسبب تغيير الرؤى الّتي يعتمد عليها المجتمع فكرياً والقناعات الّتي يذعن بها ودرجة

نام کتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست