responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 658

وعليه فهذه الأصوات ليست هي أسماء إلهية، وإنَّما الأسماء الإلهية التي ليسَ لها اسم قبل اللغة العربية أي قبل خلق البشر والدنيا والسموات والأرض فإنَّه ما كانت لها أسماء صوتية أصلًا قبل خلق الدنيا، وعليه فهل يُعقل أنَّه ليسَ لله الأسماء قبل عالم الخلقة؟ يعني لمْ يكنْ هو الله؟ كلا فإنَّ الأسماء الإلهية قبل خلق الخلائق هي حقائق تكوينية وآيات كبرى إلهية مملوكة له تعالى غاية الأمر عندما تقول:-

هنا أسماء لفظية فإنَّها تستعمل كاشفة عن تلك الأسماء التكوينية والحقائق الكبرى، وهنا يكمن محل الشاهد من استعمال اللفظ في أكثر من معنى بأنْ هذا اللفظ وضع للإشارة إلى أكثر من معنى، ويشير إلى أكثر من حقيقة وكثرة المعاني تشير إلى كمالات مجتمعة في حقيقة واحدة.

وعليه لو كانت اللغة اللفظية غير وافية بالإيصال إلى المعاني والمعاني موصلة إلى الحقائق لما استعملها الوحي، ومن المعلوم أنَّ الوحي الإلهي لا يستعمل إلّا الألفاظ التي توصل إلى الطريق لا التي تغويه الطريق، وببيان بيِّن ونورٍ يوصل إلى المعنى المراد.

إذنْ هذهِ اللغة بما لها من طبيعة متنوعة متشكلة فهي موصلة، وإلّا لو كان تنوعها وتشكلها وتعددها وتكثرها في الدلالة وفي الأداء إلى المعاني غير سليم لما استعملها الشارع وهو القائل وَ كَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا [1] و وَ كَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَ أَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ [2] فهو بالتالي مُبيِّن للطريق وليسَ بمجمل ومبهم، وإذا كان مبين للطريق- لا متشابه ومجمل- هو


[1] سورة الرعد: الآية 37.

[2] سورة الحج: الآية 16.

نام کتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 658
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست