هذا كُلَّهُ على ما هو المشهور ويوافقه ظاهر الكتاب من أنَّ أسماء الله سبحانه وتعاليمن قبيل الألفاظ والمعاني فيكون لفظ الجلالة وسائر الأسماء كالرحمن والرحيم والعالِم والقادر أسماء الله الحسنى الحقيقية، ولها معانٍ ومفاهيم فينتقل إليها الذهن عند السماع.
وأمَّا عند أهل المعرفة: فالأسماء والصفات ليست من قبيل الألفاظ والمفاهيم بلْ حقيقة الصفة ترجع إلى كمال وجودي قائمٌ بالذات، والاسم عبارة عن تعيُّن الذات بنفس ذلك الكمال، والأسماء والصفات الملفوظة أسماء وصفات لتلك الأسماء والصفات الحقيقية التي سنخها سنخ الوجود والكمال والتحقق والتعين، فلفظ الجلالة ليسَ أسماً بلْ أسماً للأسم، ومثله العلم والقدرة والحياة و .. فهي ليست صفات بالحقيقة، وإنَّما مرأة تعكس أوصافهُ الحقيقية [2].
وأقول: الفعل: يلحظ الحدث كحدثٍ، أمَّا إذا لوحظ حالة أو هيئةً عارضة فيكون صفة.
وإذا صيغ من الهيئة ما يكون قالباً مشيراً إلى الذات الموصوفة يكون اسماً.
وليسَ المراد من الفعل في مباحث المعارف الإلهية ما يكون عرضٌ في مقابل الجوهر، بلْ أعم من ذلك- حتَّى لو تعلَّق الفعل بجوهر مخلوق، كما أنَّه ليسَ المراد من الصفة ما يكون هيئة وجودية عارضة بلْ ما يشمل الجواهر المخلوقة، إذا لوحظت ناعتة بنحو الصفات الفعلية لخالقها.