على محمد فرداً ويمتنع من الصلاة على آله» [1].

وهذا النقد وإن لم يكن تامّاً عندنا كما بيّنّاه في محلّه إلّاأنّ الظريف فيه أنّ السيد الخوئي يعتمد على تحليل شخصية الصدوق وديدنه من خلال التعرف على قائمة مشايخه ممن أخذ عنهم في الرواية، كي يستكشف من ذلك مبانيه الرجالية. واللازم إعمال هذا المنهج مع كافّة الرجاليين ومن يعتمد على آرائهم وفتاواهم في هذا المضمار.

وهذا ما حاولنا القيام به حول النجاشي في هذا الكتاب ولابدّ من الالتفات إلى ضرورة هذه الدراسة عن شخصية الرجالي فإنّها التي تقيّم وتزن مدى اعتبار أقواله ونسبة الدقّة فيها والسداد.

ونظير ذلك ما ذكره السيد الخوئي في أصحاب الإجماع فإنّه لم يعتمد على وثاقة من يروي عنه أصحاب الإجماع متمسّكاً في ذلك بوقوع رواياتهم في موارد عديدة عن الضعفاء. قال:

«قد ثبت رواية هؤلاء عن الضعفاء في موارد ذكر جملة منها الشيخ بنفسه ولا أدري أنّه مع ذلك كيف يُدّعى أنّ هؤلاء لا يروون عن الضعفاء. انتهى» [2].

وهذا الذي ذكره وإن كان مخدوشاً- كما سيأتي مفصّلًا- إلّاأنّ هذا المنهج في تحليل مبنى من يعتمد على توثيقه هو منهج صائب بل ضروري والملاحظ على المتأخرين بل المشهور من الرجاليين أنّهم لم يعملوا هذا المنهج تجاه النجاشي وابن الغضائري والفضل بن شاذان وتلاميذه وأصحاب مدرسته

[1] - معجم رجال الحديث 1/ 73.

[2] - معجم رجال الحديث 1/ 66.