إنّ هناك بنية وأعمدة مهمة لابدّ للباحث في علم الرجال أن يقف عندها مليّاً كي يطّلع على آفاق رحبة لعملية الاجتهاد الرجالي فإن كل واحد من هذه الأصول بمثابة باب ينفتح على مساحات واسعة من القواعد والضوابط. ولك أن تقول إنها من الأصول التي يتولد منها ويتفرع عنها جملة عديدة من القواعد الأخرى.

الأصل الأوّل، المنهج الحشوي في مقابل المنهج العلمي

ربّما شاع كثيراً أنّ المنهج الأصولي في الاستنباط هو المنهج العلمي بينما المنهج الأخباري هو المنهج السطحي الذي يفتقد العلميّة، وإنّ من تداعيات ولوازم التفرقة بين هذين المنهجين هو التدقيق في أسانيد الروايات وصحّة طرقها وعدم التساهل في وثاقة الرواة وضعفهم والتدقيق في اعتبار كلّ رواية على حدة والمداقّة في ورود الألفاظ المنطبقة على جهات البحث في كل مسألة علميّة إلّاأنّ الصحيح أنّ المنهج العلمي ليس يكتفى فيه بمجرّد التزام الباحث والمستنبط بجملة من القواعد الأصوليّة، كما أنّ السطحية والحشوية والقشريّة