responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقامات النبي و النبوة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 30

بل إن العرفاء لهم مثل هذه النظرة تجاه الأنبياء (عليهم السلام)، كما هي عند الفلاسفة والمتكلمين فكما أن أدواة العلم لديهم هي الفكر والنظر فالأنبياء (عليهم السلام) كذلك من أدواة العلم لديهم الرياضة القلبية فكما أن المرتاض يرتاض كي يصل إلى إنفتاح قلبه كذلك الأنبياء (عليهم السلام)، مثل الكاهن يرتاض فينفتح قلبه فيصل إلى بعض المشاهدات العيانية أو المكاشفات في الخواطر والفكر هم عندهم النبوة هكذا كالرياضة ومن خلالها يصل إلى بعض المشاهدات أو إلى بعض المكاشفات وهلم جراً.

ولا ريب أن هذه النظرية قاصرة عن تصوير حقيقة القرآن الكريم وعن حقيقة تأدية الوحي الرباني الإلهي إلى سائر البشر.

وهل أمانة الأنبياء (عليهم السلام) وصدقهم تقتصر في أنهم حافظة صوتية لما يلقى إليهم أو وعاء خواطر ومعان فقط ثم ينزلون به إلى البشر فيبلغوهم من دون تصرف، وهذا التلقي من الأوعية الصوتية ليس بإمكان بقية البشر، وإنما أختص وأمتاز الأنبياء (عليهم السلام) في ذلك عن غيرهم من البشر لأن عندهم الإمكانية في تلقي الكلام الصوتي الإلهي والوحي الإلهي من طبقة المعاني والخواطر، من المراتب العالية جداً إلى المراتب الدانية.

وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ [1]، فتعيها هي وعاء تستقبل ما يتلقى من الكلام الصوتي الإلهي ثم يتنزل به ويؤديه إلى الآخرين. وهذا الوعاء يوضع فيه شيء ليس


[1] سورة الحاقة: الآية 12.

نام کتاب : مقامات النبي و النبوة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست