responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقامات النبي و النبوة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 241

فرغم وجودهم السماوي العظيم ولهم ما لهم من نور إلا أنهم لم يصلوا لتلك الحقائق التي لدى آدم (ع) كنموذج أولي لحجج الله، ولذلك أمرهم الباري تعالى أن يسجدوا لآدم وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا [1]، وهذا السجود بمعنى الطاعة لآدم (ع).

فالبشر قياساً إلى الأرض أو الجبال أو إلى السماء أو إلى القمر أو بالقياس إلى الفيل نراه صغير الجسم قياساً لهؤلاء ولكن المسيطر على هذه الجمادات وهذه الحيوانات هو هذا الإنسان الصغير الجسم بما أودع الله به من قوة العقل والعلم بحيث استطاع أن يطير إلى الكواكب ويسيطر هذه السيطرة ببركة هذا العقل فأصبح حاكم ومسيطر على بقية الموجودات فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ [2].

فسلطان العقل أعظم من السماء الأولى والثانية إلى سبع سموات، وأعظم من الأرض ومن النباتات ومن الحيوانات لأن العقل قاعدته فوقية.

وهذا كله بالنسبة إلى الإنسان الذي هو حجة من حجج الله تعالى، وهو أكمل فرد بشري بل أعظم البشر، فحينئذٍ قاعدته النورية تكون أوسع فأوسع، ومن ثم يكون آدم بماله من نور يطوع الله عَزَّ وَجَلَّ له كل الملائكة رغم صغر جثته فإن آدم كائن أرضي والملائكة الأربعة- ميكائيل وإسرافيل وجبرائيل وعزرائيل- كائن سماوي ومن نشئات عظيمة جداً، لأن هذا


[1] سورة البقرة: الآية 34.

[2] سورة الرحمن: الآية 33.

نام کتاب : مقامات النبي و النبوة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست