ربما الماديون أو الحسيون يتعاظم لديهم الحس ويكبر ولكن القرآن الكريم ينفي ذلك ويقول أن الحس درجة وجودية ضعيفة، لأن كرامة الإنسان تعل على السماء أو على الأرض أو على الحيوانات والنباتات ليست ببدنه أو جثته بل بعقله، لأن العقل قاعدته وسيعة وأوسع من السماء والأرض «ففي الحديث القدسي يقول الله عَزَّ وَجَلَّ: لا يسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن» [2]. نعم لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ.
وقال تَعَالَى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها* وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها. فالإنسان كريم إن لم يتسافل ويدس نفسه في وحل وبراثن الهوى والشهوات.
لأن السماء مهما اتسعت حدودها الجغرافية- وكما نعلم أن الله عَزَّ وَجَلَّ لا تحده حدود جغرافية- ولكن نور عقل الإنسان ليس فيه حد جغرافي، فتجلي الظهور الإلهي في قلب المؤمن يعني في نوره وعقله، فالعقل يتجلى فيه مرآة الأنوار الربوبية، ولكن السماء مع أنها آية ولكن لا يتجلى فيها ما يتجلى في تلك المرآة.
فالإنسان في خلقته مثلث ضعفه في أسافله ولكن قاعدته الوسيعة في