نام کتاب : مقامات النبي و النبوة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 125
مثلًا عندما تتلفظ وتقول زيد بن أرقم وذكرت زيداً بالصوت، فهذا ليس حقيقة زيد التكوينية بل وجود تنزيلي لزيد وهو وجود صوتي لفظي.
إذن هناك حقائق تكوينية للأشياء وهناك معلومات عنها، وهي درجة ثانية، ودرجة ثالثة الصوت التنزيلي، ودرجة رابعة المنقوش المرسوم والمكتوب المخطوط للأشياء، وكذلك الحال في القرآن الكريم فحقيقته: بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ، وهذا الروح بعيد المنال إلا عن العترة لايمسه إلا المطهرون بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ وى بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ و يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا و إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ... أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ، فضرورة وجود العترة هي هذه الحقيقة المستمرة البقاء بعد النبي (ص) التي أشير إليها في آخر سورة الشورى وسورة غافر وأول سورة النحل وسورة القدر وسورة الدخان، لأن علومهم تنزف، وترتفد رفدها ورشدها من حقيقة القرآن العلوي الملكوتية، وتلك الحقيقة لها خواصٌ كثيرة.
إذن الروح الأمري باق إلى يوم القيامة: مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ، ولذلك فالملائكة عندما تنزل في ليلة القدر تنزل بحقيقة القرآن، وهنا يتضح أنه لولا القرآن لما أستطاعت الملائكة من الهبوط حتى جبرئيل (ع) كما مر في سورة النحل والقدر: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ[1]، أي من عالم الأمر، وفي قراءة أهل البيت (عليهم السلام) بكل أمر (الباء) بدل (من).