كالثاني:ما
رواه الصدوق أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:«حفّوا الشوارب و
اعفوا اللحى و لا تشبهوا باليهود»،و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
اله:«إنّ المجوس جزوا لحاهم و وفروا شواربهم،و إنّا نحن نجز الشوارب و نعفى
اللحى و هي الفطرة»[1].
و روى الصدوق بالاسناد إلى علي بن غراب،قال:حدثني خير الجعافرة جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«حفّوا
الشوارب و اعفوا اللحى و لا تشبهوا بالمجوس»[2].
هذا التفسير الذي دلت عليه المرسلتان اعتمد علي بن ابراهيم في تفسير
الآية،و الكاشاني في الصافي و الآصفي،و قواه الشيخ الطوسي في التبيان
1/471.
و في تفسير الرازي 3/316:قال به سعيد بن جبير و ابن المسيب و الحسن و
الضحاك و مجاهد و السدي و النخعي و قتادة،و ذكره في الكشاف قولا و غير هذا
أقوال اخر،ففي الكشاف:قيل:المراد من تغيير خلق اللّه الخصاء،و قيل:الوشم،و
قيل:التخنث،و قيل:فقء عين الحامي و اعفاؤه عن الركوب.و في تفسير الرازي
قيل:المراد منه تبديل الحلال بالحرام و الحرام بالحلال.
و في التبيان للشيخ الطوسي نقلا عن الزجاج:إنّ اللّه خلق الأنعام ليأكلوها و
ينتفعون بها فحرموها على أنفسهم و خلق الشمس و القمر و الحجارة ينتفعون
بها فعبدها المشركون، و الآلوسي في روح المعاني بعد أن ذكر بعض هذه الأقوال
قال:خص من تغيير خلق اللّه الختان و الوشم لحاجة و خضاب اللحية و قص ما
زاد منها على السنّة.
فعلى هذا تكون الآية مجملة،نعم ظاهرها بموجب السياق دال على أنّ المراد من التغيير هو تغيير الدين و الشريعة.
[1]من لا يحضره الفقيه/24،و فيه الرواية مرسلة. [2]معاني الأخبار/84 باب 139،و في سنده
موسى بن عمران النخعي مجهول الحال، و محمد بن جعفر الأسدي ذكره الشيخ محمد
طه نجف في قسم الضعفاء،و حكى عن العلاّمة توقفه فيه،و لكن الشيخ الطوسي في
الغيبة وثّقه،و علي بن غراب استظهر الوحيد البهبهاني