responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 76

ليس خصوص قربى النبيّ صلى الله عليه و آله، وإنّما لبيان عموم قاعدة الوراثة في تمام الآية.

لكن هذا المعنى خلاف الظاهر جدّاً، وخلاف القواعد الأدبيّة، و ذلك:

أوّلًا: إنّ العامل الأقرب وهو «أولى ببعض» أحقّ بالعمل في الجار والمجرور من العامل الأبعد الذي قبله، لاسيّما وأنّ أفعل التفضيل اشتهر في استعمالها في مقام المفاضلة والمقابلة بإتيان «من» في متعلّقها ومدخولها.

ثانياً: إنّ هذه الآية وأمثالها من آيات وأولوية الأرحام بعضهم ببعض جُعلت ناسخة لولاية المهاجرين بعضهم ببعض في مورد التوارث [1]، والمؤمنين بعضهم ببعض [2]، فعلى النسخ تكون «من» للمقابلة، وحينئذ يتعيّن هذا المعنى.

والظريف في تعبير الآية أنّها لم تنعت المهاجرين بالإيمان، وجعلته وصفاً للأنصار وغيرهم، وجعلت المقابلة بين الأرحام أنّهم مقدّمون على هذين الفريقين، وهما (الفريق المدنيّ والقرشيّ)؛ فكأنّه تلويح بأطراف القوى المتنازعة على القدرة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله، وقد استشهد بهذه الآية الكريمة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في يوم الغدير، عندما أمر المسلمين بالمبايعة لعليّ عليه السلام بالولاية.

كما استشهدت بهذه الآية أيضاً الصدّيقة الزهراء عليها السلام في محاججتها لأبي بكر.

دلالة الآية على عموم الوراثة في مناصب الاصطفاء:

إنّ الآية الكريمة في صدد بيان أنّ الولاية السياسيّة هي للنبيّ صلى الله عليه و آله، ونفوذ سلطته على سلطة كلّ مؤمن حتّى على نفسه، سواء كان ذلك في الشؤون الفردية أو


[1] وهو قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا) الأنفال: 72.

[2] وهو قوله تعالى: (وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) التوبة: 71.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست