نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 6
لمباحث ومسائل العقيدة من قِبل المتكلّمين المتأخّرين، وإلّا فأعلام الطائفة نظير الشيخ الكلينيّ والشيخ الصدوق وشيوخهما، وكذا الشيخ المفيد وغيرهم من متقدّمي الأصحاب لم يعتمدوا هذا الحصر في كتبهم العقائدية، نظير قوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ[1] حيث عدّدت الآية جملة من الاصول الاعتقاديّة تزيد على الاصول الخمسة المعهودة في الكتب الكلاميّة.
كما أنّ الحجج الإلهيّة لا تنحصر في النبوّة، والرسالة والإمامة، فهذه مريم عليها السلام قد اصطفاها اللَّه تعالى وجعلها حجّة على العالمين، قال تعالى: وَ إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ[2].
و هذا نظير الاستظهار الموجود في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ[4].
وقد أخبر أيضاً عن تحديث جبرئيل لها في قوله تعالى: فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا* قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا* قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا[5].
كما أنّه قد حُمّلت مسؤولية من السماء بغير وساطة نبيّ أو رسول لتكون أوّل منذر بشريعة ناسخة لبعض شريعة موسى، لقوله تعالى: فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً