نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 370
على عامّة المسلمين التفكير في الموازنة واتّخاذ الموقف المناسب، والتمييز بين الحقّ منها والزائف الزائغ، بحيث لو قام عليه السلام بهدم الزيغ لما زاد الامور إلّاتعقيداً، و هذا ما أوجب غُربتها وانفرادها في تحمّل المسؤوليّة، بحيث كان يقع الثقل الأكبر في الصدمة والصدام عليها.
و هذا ما عبّر عنه النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام:
أي أنّ الزهراء عليها السلام كانت ركناً وملجأً لراية أمير المؤمنين عليه السلام ومنهاجه، و هذا ما يفسّر قولها عليها السلام لأمير المؤمنين عليه السلام عندما رجعت:
و هذا التعبير لا يراد منه ما يوهمه ظاهره، من توجيه العتب لسيّد الأوصياء، بل المراد منه نظير المراد ما في قوله تعالى للنبيّ عيسى عليه السلام: أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ[2]، ونظير المراد من قول النبيّ موسى عليه السلام لهارون: ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا* أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي[3].
فإنّه ليس المراد في الآيتين توجيه العتاب إلى المخاطب، بل بيان فضاعة الحدث، وبشاعة القائمين عليه، وشدّة المسؤوليّة تجاهه، بحيث تصل الحالة إلى المساءلة.
والمعنى المراد هنا زيادة على ذلك من قولها عليها السلام هو بيان مدى الغربة التي عانت مرارتها من خذلان الكلّ لها، وعدم وجود أيّ ناصر، كما يشير إلى ذلك ما رواه الشيخ الطوسي في الصحيح عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن عبد اللَّه بن عبّاس،
[1] أمالي الصدوق: 198، الحديث 210. معاني الأخبار: 403، الحديث 69. روضة الواعظين: 152. ذخائر العقبى: 56.