responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 371

قال: «لما حضرت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الوفاة... فقال صلى الله عليه و آله:

«... كأنّي بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي: يا أبتاه، فلا يعينها أحد من أمتي» [1].

بل هذا الكلام في حقيقته هو دفاع عن أمير المؤمنين عليه السلام، قالته أمام من احتشد في بيتها من بني هاشم وأنصار عليّ وفاطمة عليها السلام، ليتبيّن لهم الموقف، وأنّ عدم انبراء عليّ عليه السلام للدفاع عن فاطمة هو الخشية من تعقيد الامور في بصيرة المسلمين والأجيال اللاحقة، فيزداد التباس الحقّ بالباطل، وتختلط الأوراق، ويظنّون بعليّ عليه السلام انجراره نحو الدنيا كما هو حال أصحاب السقيفة همّهم الحرص على الرئاسة والدنيا، فيدبّ الشكّ لديهم في أهل الدين، وأنّه انتهاز للقضّ على الرئاسة، فتتزلزل بذلك العقيدة بالإسلام.

فهذا هو الذي قيّد عليّاً عليه السلام ومنعه عن القيام بالمهمّة العظيمة من مساندة فاطمة عليها السلام في موقفها، فهذا الحوار منها مع عليّ عليه السلام هو من باب «إيّاك أعني واسمعي يا جارة» واسمعي يا جارة حقيقة موقف أمير المؤمنين عليه السلام، وأنّه ليس هناك اختلاف بين موقف فاطمة وموقفه عليهما السلام، بل هما على وفاق ومسار واحد، امتداد لمسار النبيّ صلى الله عليه و آله.

المحطّة الرابعة: فلسفة شدّة جزعها على أبيها:

قولها عليها السلام:

«أَتَقُولُونَ: مَاتَ مُحَمَّدٌ؟ فَخَطْبٌ جَلِيلٌ اسْتَوْسَعَ وَهيّه...».

إنّ الملاحظ من حزن فاطمة عليها السلام على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وبكائها وندبتها وعزائها عليه كان بنحو من الشدّة لا يطيقه الآخرون، حيث إنّه صار الناس في دهشة وحيرة لما يرونه ويسمعونه من شدّة ذلك، حتّى أنّ المعروف من كتب السير أنّه «اجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام فقالوا له: يا أبا الحسن،


[1] أمالي الطوسي: 188، الحديث 316. بحار الأنوار: 43: 156.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست