responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 361

المحطّة الثانية: هيمنتها على مقاليد امور الامّة:

قولها عليها السلام:

«اعْلَمُوا أَنِّي فاطِمَةُ، وَأَبِي مُحَمَّدٌ».

وقولها عليها السلام:

«أَفَلَا تَعْلَمُونَ؟ بَلى قَدْ تَجَلّى لَكُمْ كَالشَّمْسِ الضّاحِيَةِ أَنّي ابْنَتُهُ».

ربّما يقرأ القارىء العديد من النصوص القرآنيّة التي تبيّن ولاية الزهراء عليها السلام وحجّيتها في الدين، والنظام السياسي في الإسلام، كما أوضحناه في آية الفيء، وآية المباهلة، وآية الإرث، وغيرها من الآيات، وكذلك الحال في الأحاديث النبويّة الراسمة لموقعيّتها في نظام الدين، بأخطر ممّا يرسمه القرآن لمريم عليها السلام من موقعيّة.

إلّا أنّ الباحث والمتتبّع يجد مشاهد مبنيّة في عرف وارتكاز الجيل الأوّل من المسلمين، تعكس صورة تلك الموقعية والمنصب والدور الذي رسمه القرآن والنبيّ صلى الله عليه و آله لها عليها السلام، وأنّها كانت تتشاطر مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في شغل وملء موقعيّة النبيّ صلى الله عليه و آله على مقاليد الدين والامّة.

ومن البصمات الحاكية عن ذلك في الأحداث التي تلت وفاة الرسول صلى الله عليه و آله عدّة مشاهد:

المشهد الأوّل: تولّيها النفير بالجهاد العسكريّ والمواجهة المسلّحة ودعوتها الأنصار إلى ذلك، كما سبق بيانه في المحطّة السابقة، و هذا التولّي للدعوة إلى الجهاد مارسته عليها السلام بما أنّها ذات صلة وثيقة بالنبيّ صلى الله عليه و آله فهي تمثّله وتقوم مقامه، وقد أكّدت على هذه الحيثيّة في خطبتها عدّة مرّات.

المشهد الثاني: تصدّيها جهاراً لتغيير الخلافة التي أقيمت على أساس غير مشروع، لأجل إرجاع الخلافة إلى موقعها الشرعيّ الصحيح، وهي تمارس هذا التصدّي كصاحب صلاحيّة يعنيه هذا الأمر، ويمثّل النبيّ صلى الله عليه و آله في هذه الرعاية، و هذا ما أعلنته ونطقت به جهاراً في مستهلّ خطبتها، بعد أن بيّنت أساس الدين وموقعيّة الرسول صلى الله عليه و آله وأهل بيته من بعده، وأنّ صَرح هذا الدين ونظامه قد بناه

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست