responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 360

ولذا فهي تتعجّب بعد ذلك من نكوصهم عن هذا العهد في قولها:

«فَأَنّى جِرْتُمْ بَعْدَ الْبَيَانِ، وَأَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْاعْلَانِ، وَنَكَصْتُمْ بَعْدَ الْاقْدَامِ، وَأَشْرَكْتُمْ بِعْدَ الْايْمَانِ؟».

ثمّ تحرّضهم عليها السلام مرّة اخرى ضد جماعة السقيفة والحزب القرشي بالاقتباس من تحريض القرآن في سابق العهد للأنصار على قتال قريش وأهل مكّة، وأنّ آيات الجهاد والقتال تشمل القتال لقريش، التي استولت على الخلافة، وغصبت أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله حقّهم.

فتقول عليها السلام: «أَ لا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ».

وقولها في خطبتها التي يرويها الجوهري في كتاب «السقيفة وفدك»:

«وَجَبنتم بَعْدَ الشَّجاعَةِ عَنْ قَوْمٍ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهمْ، وَطَعَنوا في دينكم! فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ [1]».

ثمّ تفصح جهاراً بأنّ الأنصار قد اختاروا الذلّ لأنفسهم بتركهم مقاومة قريش، وبعد أن قد أبعدوا من هو أحقّ بالخلافة منهم، وأنّهم قد تخلّوا عمّا عرفوه من الأيمان والهدى و النور، فتقول عليها السلام:

«أَلَا وَقَدْ أَرى أَنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إِلَى الْخَفْضِ، وَأَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَالْقَبْضِ،

وَخَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَنَجَوْتُمْ مِنَ الضِّيْقِ بِالسِّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ ما وَعِيتُمْ، وَدَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ، فإن تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ.

أَلَا وَقَدْ قُلْتُ مَا قُلْتُ هذا عَلى مَعْرِفَةٍ مِنِّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي خَامَرَتْكُمْ، وَالْغَدْرَةِ الَّتِي اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُكُمْ»،

فهي تبيّن أنّها إنّما استنهضتهم إتماماً للحجّة، وقطعاً للعذر عليهم.


[1] التوبة: 12.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست