responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 349

«لا تصلّي عليّ أمّة نقضت عهد اللَّه وعهد أبي رسول اللَّه... فهذه أمّة تصلّي عليّ وقد

تبرّأ اللَّه ورسوله منها» [1].

8- وصيّتها عليها السلام في التشييع والدفن:

وهذه المصادمة الأخيرة والتي هي سند حي دائم ما دامت الدنيا قائمة لتوضّح المسيرة، كانت تريد أن تجعل حتّى من إخفاء قبرها سنداً ودليلًا على هذا الانحراف الجديد الذي طرأ في الامّة، بل سيبقى لخفائه على مرّ العصور شاهداً آخر على مظلوميّتها، والملاحظ أنّه حتّى الأئمّة عليهم السلام من ولدها لم يقوموا بالإفصاح عن موضع قبرها لئلّا ينتقض الغرض المهمّ وراء إخفائه.

ومن قوّة هذا الموقف ودلالته لم تستطع المصادر العديدة على إخفائه وطمسه حتّى من «صحيح البخاري»، ممّا يدلّ على أنها رحلت عليها السلام من هذا العالم وهي مقاطعة لهذا المشروع، وغاضبة على رجال السقيفة.

تشريعها عليها السلام لسنّة ومنهج الإصلاح

إنّ الملاحظ أنّ فاطمة الزهراء عليها السلام أوّل من اختطّ شريعة الإصلاح وتغيير الانحراف في الامّة، وأسّست لذلك نظاماً يعالج التجاذب القائم بين مهمّة الحفاظ على وحدة الامّة وتماسكها، وبين مهمّة مقاومة الانحراف وتغيير الفساد، حيث إنّه على طول التاريخ عانت البشريّة من مدرستين إفراطيّتين آخذة بأحد الشعارين تفريط وإفراط، فبين دعاة الحفاظ على الامّة الإسلاميّة وجماعة المسلمين، فيتمادى به الأمر إلى أن يتديّن بدين السلاطين والخلفاء، كما هو مذهب أهل سنّة الخلافة وجماعة السلطان، ولا يجعل نهاية لهذا الولاء إلّاالكفر البواح- الصريح- وبين دعاة


[1] الهداية الكبرى للحصيني: 178.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست