responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 348

فشهادتها ودفنها ليلًا محطّة مفعمة بالظلم والأسى، وصارخة بالاعتراف على المتغلّبين على أمر الخلافة.

قال ابن طاووس في «الإقبال» حول دفنها ليلًا: «أنّها دُفنت ليلًا مُظهرة للغضب على من ظلمها، وآذاها وآذى أباها صلوات اللَّه عليه وعلى روحها الطاهرة» [1].

ومراده أنّه قد انقطعت في هذا الموقف التعذيرات الرافعة عن الإدانة لأصحاب السقيفة.

وسجّلت بنحو بيّن لكلّ الأجيال الإدانة لحركة السقيفة ومسار الابتعاد عن أهل البيت عليهم السلام، تبياناً منها لبطلان الأُسس والبُنى التي أرسو مسارهم عليها، كدعوى الشورى، وخوف الفتنة، ودعوى العلم بالكتاب والسنّة، كما في قولها:

«أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَعُمُومِهِ مِنْ أَبِي وَابْنِ عَمِّي؟»،

فرفعت اللوابس والحيرة الساترة على رؤية وبصيرة الامّة التي أخذتها الفتنة الفكريّة والسياسيّة المحتدمة، حيث عمّت وغطّت الأجواء، في أوّل مرحلة تعيشها الامّة بعد غيبة نبيّها صلى الله عليه و آله، فسنّت بذلك سنّة التولّي والتبرّي العقيديّ والسياسيّ في الامّة الإسلاميّة.

فدورها بيان بقاء مسار النبوّة والرسالة تعييناً في منهاج الإمامة، وأنّ هذا المقام مقام غيبيّ ذو شؤون، قد امتدّ في الإمامة، وأنّ الوراثة لمقامات النبيّ صلى الله عليه و آله ومنصبه وخلافته تكون باستحقاقات حاصلة بالسوابق في تحمّل أعباء تشييد الدين، وإلى ذلك يشير قولها عليها السلام في خطبتها:

«قَذَفَ أَخاهُ فِي لَهَواتِها».

وفيما أوصت به أيضاً أن لا يصلّي عليها أحد من هذه الأمّة، حيث قالت:


[1] إقبال الأعمال: 161، باب السابع من جمادى الآخرة، ط. مكتب الإعلام الإسلامي/ 1416.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست