حيث تُبيّن الآية الكريمة أنّ اللَّه تعالى قد أخذ على النبيّين عند إيتائهم الكتاب والحكمة ميثاقاً وشرطاً، وهو التعهّد بالإيمان بخاتم الرسل صلى الله عليه و آله، والنصرة له، أي أنّ الأنبياء إنّما أوتوا النبوّة والكتاب والحكمة لإيمانهم والتزامهم بنبوّة وولاية سيّد الرسل، و هذا الالتزام هو الذي أهّلهم وأوصلهم واستحقّوا به إعطاءهم وإيتاءهم الكتاب والحكمة. وقد أخذ عليهم نصرة سيّد الأنبياء، وهو يتمثّل نموذجاً فيما ورد من طرق الفريقين من صلاة النبيّ عيسى عليه السلام خلف الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ونصرته له، ويكون وزيراً له، إذ نُصرة خلفاء الرسول صلى الله عليه و آله هي نصرة له [2].
و هذا المفاد كما ترى متطابق مع ما في آيات استخلاف آدم، من استحقاقه للخلافة وطاعة جميع الملائكة، حيث إنّه استحقّ الخلافة بمعرفة تلك الأسماء، وشُرّف بها، وقد اتّضح أن أبرزها نور سيّد الأنبياء، ومعه أنوار أصحاب الكساء.
[2] الخصال- باب الستّة: 320. كمال الدين: 251، وذكر تواتر الأخبار بذلك في فتح الباري: 6: 358، باب أحاديث الأنبياء، باب قول اللَّه تعالى: (وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ). عون المعبود للعظيم آبادي: 11: 308، باب خروج الدجّال. السيوطي في الحاوي: 2: 158. الفصول المهمّة ابن الصباغ المالكي: 277، وقال: «أخرجه الدارقطني».
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 285