responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 242

ولم تكن هذه الظاهرة كما مرّ مقتصرة على الإمام الحسن عليه السلام، بل يجدها الناظر بعينها تجاه السبط الثاني، وريحانة النبيّ صلى الله عليه و آله سيّد الشهداء عليه السلام، حيث توالت البيعة له من العراقين وغيرهم من سائر الأقطار، قبل أن تشتدّ قبضة يزيد على مقدّرات الامّة.

وقد سرت هذه الظاهرة وبألوان اخرى للتابعين، وتابعي التابعين، وبقيّة أجيال الامّة تجاه أئمة أهل البيت عليهم السلام، فعكف الناس على الأخذ والنهل من علومهم، وإظهار التبجيل والتوقير والإجلال والتعظيم والمحبّة لهم، وإبراز محبّتهم، إلّا أنّ السلطات الحاكمة آنذاك ما فَتِئَت تقيم جدار الإرعاب والتهديد، ونشر سياسة نصب العداء لهم بين صفوف الامّة، والحيلولة دون انعطافها وميلانها نحو أهل البيت عليهم السلام.

وقد حفل التأريخ الإسلامي منذ الصدر الأوّل إلى يومنا هذا بأحداث مذهلة في هذا الصدد، لا يستعصي على الباحث الوقوف عليها بمجرّد تصفّحه لأيّ كتاب من كتب التاريخ يتحدّث عن ماضي الامّة، بل وحاضرها.

فالتنقيب عن أسباب هذه الظاهرة في نفوس الامّة يوصلنا إلى منشأ ذلك وهو ورود جملة من النصوص القرآنيّة مثل قوله تعالى: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ [1] حيث انتدب اللَّه تعالى ورسوله صلى الله عليه و آله الحسنين عليهما السلام رغم صغر سنّهما دون سائر الصحابة، وحمّلهما مسؤولية الدفاع عن الدِّين، وإقامة الحجّة الإلهيّة عليهم.

و مثل قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [2] فخصّهم بالطهارة والاصطفاء بها دون بقيّة الامّة، و مثل قوله تعالى:


[1] آل عمران: 61.

[2] الأحزاب: 33.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست