responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 138

كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَ نَذْكُرَكَ كَثِيراً* إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً* قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى [1].

فنرى أنّ أصل ومُجمل الرسالة أُمِرَ بها الرسول صلى الله عليه و آله كوظيفة تكليفيّة، على نحو بقيّة التكاليف والقيام بالأفعال والوظائف الشرعية، ولم تكن بنحو الإلجاء على الفعل.

وبعبارة اخرى: إنّ علم اللَّه تبارك وتعالى السابق بحال أصفيائه من الطاعة، والتسليم، والاستجابة، موجب لاصطفائه لهم، واختياره إيّاهم لهذه المقامات، وحبائه لهم بالمواهب اللدنّية، والنعم الملكوتية، و هذا ما يشير إليه قوله عليه السلام في دعاء الندبة:

«اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى مَا جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أوْلِيَائِكَ الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ، إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ مَا عِنْدَكَ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ الَّذِي لَا

زَوالَ لَهُ وَلَا اضْمِحْلَالَ، بَعْدَ أنْ شَرَطَتْ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِهَا وَزِبْرِجِهَا، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفَاءَ بِهِ، فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ، وَالثَّناءَ الْجَلِيَّ، وَأهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلَائِكَتَكَ، وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ إِلَيْكَ، وَالْوَسِيلَةَ إلى رِضْوَانِكَ» [2].

فيقرَّر مفاد الدعاء أنّ اصطفاءهم وقبولهم وتقريبهم وإرفادهم بالذكر اللدنّي، وإهباط الملائكة عليهم، وتكريمهم بالوحي، ورفدهم بالعلم، إلى غير ذلك من المقامات اللدنّية الغيبية، إنّما كانت على أثر علم اللَّه تبارك تعالى السابق الغابر بأنّهم على مدرجة الوفاء، بكلّ ما يشترط عليهم، ويأخذه عليهم من العهود والالتزامات، وأنّهم في موضع الاستقامة والأمانة والصدق، وشدّة الطاعة.


[1] طه: 11- 36.

[2] المزار لابن المشهدي: 574.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست