responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 137

لا منافاة بين النصّ في الإمامة والتخيير في إنذار يوم الدار:

ولا يقال أيضاً: إنّه كيف يلتئم مضمون هذه الدعوة الخاصّة وعدم إجبار عليّ عليه السلام على قبولها والاستجابة لها والالتزام بها، بل وتخيير عموم بني عبد المطّلب على أنّ الإمامة والوصاية والوراثة للنبيّ صلى الله عليه و آله اصطفائية من اللَّه تعالى، مقدّرة محتومة عنده.

فكيف ينسجم ذلك مع قبول عليّ عليه السلام باختياره، وأنّها تمّت عبر مفاوضة وعرض إلهيّ.

فإنّه يجاب: إنّ الاصطفاء في النبوّة والرسالة والإمامة والخلافة الإلهيّة، لا يعني الإلجاء والجبر والإكراه، بل ينطوي على عنصر الاختيار والطاعة من العبد، فهو أمر بين أمرين، نعم ليس هو تفويضاً مطلقاً لإرادة العبد، حتّى يكون اكتسابياً، ولا أمراً إلجائياً جبرياً، بل هو أمر بين أمرين.

ويشير إلى ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ.

وقوله تعالى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ.

وقوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، فإنّ هذه الأوامر الإلهيّة في بداية البعثة للقيام بأعباء الرسالة تعلّقت بفعل اختياري من النبيّ صلى الله عليه و آله طاعة لربّه واستجابة، بعدما اختاره اللَّه تعالى لهذه المسؤوليّة.

وكذلك قوله تعالى حكاية عن لسان موسى عليه السلام: فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى* إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً* وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى* إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي... اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى* قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي*

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست