responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نتف من حياة الإمامين الكاظمين« عليهما السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 57

إمامة الجواد عليه السلام وصغر سنه

إن أحد معاني الاصطفاء هو أنه جزاءً لما للبشر من نتائج إمتحانية سابقة يكافئهم في اصطفاء النشأة الدنيوية أو ببيان معنى آخر أيضاً بيّن في الوحي جزاء متقدم لما يعلم الشارع مما سيكون مستقبلًا منهم في نشأة الأرض فمسبقاً يهيئ لهم بيئة ما تناسب ما يعلمه من أعمالهم خيرياً أو شرياً خيراً أو شراً مناسب لما يعلم منهم من درجة الخير، وتكون لهم أرضية بذاك المقدار أباً أماً نسباً تربيةً، وهذا شبيه الآن في العصر الحديث في المدارس النموذجية يعني يعلم أولياء الأمور بما في كمون طاقات هؤلاء الأفراد التي لم تفعّل الآن لكن يعلمون بما فيها وما سيكون منها ومن ثم يهيئ لكل بيئة مناسبة له وإلا يكون ظلم يعني خلاف الرعاية خلاف العناية وإلا فكل ما كان من الله هو فضل وأفضال.

ومن هنا إذا أردنا أن نستقري أو نستعلم شخصية الجواد (ع) مثالًا من مثال المصطفين فلا يمكن لنا أن نقرأ شخصية الجواد (ع) من سن الثامنة إلى سن الثلاثة والعشرين سنة، لأن هذه المدة هي حقبة من أعمار الجواد (ع) ولم يكن دوره وعمره هذا فقط، يقول الباري تعالى:

«هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً» [1].

يعني ليس بمذكور أي كان شيء، ثم شيء مذكور بعد ذلك ثم خلقه ثم برئه ثم صوره ثم مراتب «هو الله الخالق البارئ المصور» [2].


[1] سورة الإنسان: الآية 1.

[2] سورة الممتحنة: الآية 24.

نام کتاب : نتف من حياة الإمامين الكاظمين« عليهما السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست