لابدَّ أنْ تكون ذات معاني ومقاصد أُمَميَّة، مُجتمعية، قياديّة، لا فرديّة فحسب، بلْ هي شُجاعة قيادة وقائد ورمز وخليفة، فهُناك مِنْ الصحابة من كان يتّصف بصفة الفرار ويترتب عليها الجَبن عَنْ إدارة الأزمات، فلا يمكن أنْ نصوِّر شُجاعة علي (ع) مُجرَّد شجاعة عضلات، بل قدرة مواجهة تعقيد الأزمات في كل الحقول والبيئات، بسبب البصيرة النافذة في الأمور والحزم الحكيم.

فلو اقتصر في قراءة الأوصاف على المعنى الفردي البدني في الواقع لكان من الإسفاف والتصوير المجانب لحقيقة شجاعة علي (ع).

عاطفة علي العالمية

ومن أمثلة الأوصاف التي تقرأ في بعدها الفردي صفة العاطفة الرحيمة لأمير المؤمنين (ع) وَهَذا ما يتمُّ التركيز عليه كثيراً في شهر رمضان، مِنْ أنَّ علياً كان يطرق بيوت الأيتام باباً باباً، وكأنَّ عطف علي (ع) مُقتصر على طرق الأبواب رحمة بالأيتام، لكن الصحيح عطف علي (ع) تشمل تدبير كل النظام الاقتصادي في توزيع بيت المال وقسمت الأراضي المفتوحة، حيث أراد الثاني توزيعها بين المقاتلين فمنعه (ع) مبرراً ذلك بكونها لجميع المسلمين لمن هو موجود منهم ولمن سيولد منهم وذلك بقسمة منافعها بينهم وتستبقى أصولها وعينها. وهذا من العدل في توزيع الثروات الذي يلحظ فيه منافع ومصالح كل الأجيال ولا يقتصر على متطلبات جيل واحد فقط بل بين الأجيال فيما بينها. وقد رسم ذلك تنظيراً وتنفيذاً في عهده (ع) لمالك الاشتر في أدارة نظام الدولة