بن عبد اللّه النخعي أبو شبل، عم الأسود و إبراهيم ابني يزيد، كان من
أولياء آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و عدّه الشهرستاني في الملل و
النحل[1]من رجال الشيعة، و
كان من رءوس المحدّثين الذين ذكرهم أبو إسحاق الجوزجاني، فقال: كان من أهل الكوفة
قوم لا يحمد الناس مذاهبهم- بسبب تشيعهم- هم رءوس محدثي الكوفة ... الخ[2]،
و كان علقمة، و أخوه أبي من أصحاب علي، و شهدا معه صفين، فاستشهد أبي
و كان يقال له: أبي الصلاة لكثرة صلاته، أما علقمة فقد خضّب سيفه من دماء الفئة
الباغية، و عرجت رجله فكان من المجاهدين في سبيل اللّه، و لم يزل عدوّا لمعاوية
حتّى مات، و قد كتب أبو بردة اسم علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته، فلم يرض
علقمة حتّى كتب الى أبي بردة: امحني امحني، أخرج ذلك كله ابن سعد في ترجمة علقمة
من الجزء 6 من الطبقات[3][4]. أما عدالة علقمة و جلالته عند أهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن
المسلّمات، و قد احتجّ به أصحاب الصحاح الستة و غيرهم[5]، و دونك حديثه في صحيحي البخاري و مسلم
عن كل من ابن مسعود، و أبي الدرداء و عائشة، أما حديثه عن عثمان، و أبي مسعود، ففي
صحيح مسلم، روى عنه في الصحيحين ابن أخيه إبراهيم النخعي، و روى عنه في صحيح مسلم
عبد الرحمن بن يزيد، و إبراهيم بن يزيد، و الشعبي.
مات رحمه اللّه تعالى سنة اثنتين و ستين بالكوفة.
[1]الملل و النحل للشهرستاني: ج 2 ص 27 ط 2 دار المعرفة.
[4]الطبقات الكبرى لابن سعد: ج 6 ص 86- 92 ط دار صادر.
[5]روي عنه في صحيح البخاري: ك الصلاة ب التوجه نحو القبلة ج 1 ص 104،
صحيح مسلم: ك الصلاة ب الندب إلى وضع الأيدي على الركب ج 1 ص 216، صحيح الترمذي: ج
5 ص 257 ح 3712، سنن النسائي: ك النكاح ب الحث على النكاح ج 6 ص 56، سنن ابن ماجة:
ج 2 ص 1397 ح 4173.