و لنرجع إلى عطية العوفي فنقول: احتجّ به أبو داود و الترمذي[1]و دونك حديثه في
صحيحهما عن ابن عباس، و أبي سعيد، و ابن عمر، و له عن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه،
عن جدته الزهراء سيدة نساء أهل الجنة، أخذ عنه ابنه الحسن بن عطية، و الحجاج بن
أرطاة، و مسعر و الحسن بن عدوان و غيرهم.
59- العلاء بن صالح،
التيمي الكوفي، ذكره أبو حاتم فقال- كما في ترجمة العلاء من الميزان-[2]: كان من عتق الشيعة.
قلت: و مع ذلك فقد احتجّ به أبو داود، و الترمذي[3]،
و وثّقه ابن معين، و قال أبو حاتم، و أبو زرعة: لا بأس به، و دونك
حديثه عن يزيد بن أبي مريم و الحكم بن عتيبة، في صحيحي الترمذي و أبي داود، و
مسانيد السنّة، و يروي عنه أبو نعيم، و يحيى ابن بكير، و جماعة من تلك الطبقة، و
هو غير العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي، لأن العلاء الشاعر من مشايخ
السفيانيين، و قد روى عن أبي الطفيل، فهو متقدم على العلاء بن صالح، على أن ابن
صالح كوفي، و الشاعر مكي، و قد ذكرهما الذهبي في ميزانه، و نقل القول: بأنهما من
رجال الشيعة عن سلفه، و لعلاء الشاعر مدائح في أمير المؤمنين، كحجج قاطعة، و أدلة
على الحق ساطعة، و له مراثي في سيد الشهداء، شكرها اللّه له و رسوله و المؤمنون.
[1]روي عنه في صحيح الترمذي: ج 4 ص 110 ح 2716، سنن أبي داود: ج 3 ص
279 ح 3486، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 766 ح 2283. و كان من أصحاب الإمام الباقر عليه
السّلام كما ذكره البرقي في رجاله.