و قال العتابي: قيّم الكلام العقل، و زينته الصواب، و حليته الإعراب،
و رائضه اللسان، و جسمه القريحة، و روحه المعاني. و سئل ابن المقفع: ما البلاغة؟
فقال: اسم لمعان تجري في وجوه كثيرة: فمنها ما يكون في السكوت، و منها يكون في
الاستماع، و منها ما يكون في الإشارة، و منها ما يكون شعرا، و منها ما يكون سجعا،
و منها ما يكون ابتداء، و منها ما يكون جوابا، و منها ما يكون في الحديث، و منها
ما يكون في الاحتجاج، و منها ما يكون خطبا، و منها ما يكون رسائل، فعامة هذه
الأبواب الوحي فيها و الإشارة إلى المعنى، و الإيجاز هو البلاغة.
و قال أبو الحسن علي بن عيسى الرماني: أصل البلاغة الطبع، و لها مع
ذلك آلات تعين عليها و توصل للقوة فيها، و تكون ميزانا لها، و فاصلة بينها و بين
غيرها و هي ثمانية أضرب: الإيجاز، و الاستعارة، و التشبيه، و البيان، و النظم، و
التصرف، و المشاكلة، و المثل.