نام کتاب : علم المعاني نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 41
و كانت في حياتك لي عظات
و أنت اليوم أوعظ منك حيا
فكلا الشاعرين هنا لا يقصد أيّا من المعنيين اللذين يدل عليهما الخبر
بأصل وضعه، و إنما يقصد إلى معنى آخر يستشفه اللبيب و يلمحه من سياق الكلام، هو في
بيت أبي فراس الفخر بمكارمه الكثيرة و كرمه، و هو في بيتي أبي العتاهية إظهار التحسر
و الأسى على فقد ولده و فلذة كبده.
و كذلك الشأن بالنسبة لأساليب الأمر و النهي و الاستفهام و التمني و
النداء، فقد يخرج كل منها عن معناه الأصلي لغرض بلاغي بديع، أراده المتكلم من
الخروج عما يقتضيه ظاهر الكلام، كالخروج بالأمر عن أصل وضعه مثلا لإفادة التعجيز،
و بالنهي لإفادة الدعاء، و بالاستفهام لإفادة التعجب.
و ليس من غرضنا هنا التعرض بالشرح لكل أساليب المعاني و توضيح المعنى
أو المعاني التي تستفاد من كل منها ضمنا بمعونة القرائن، و إنما أوردنا ما أوردنا
منها على سبيل المثال لا الحصر.
و لعل فيما أوردناه كفاية لبيان ما لعلم المعاني من أثر في بلاغة
الكلام، و إقناعا لكل راغب بقيمة دراسة أساليب علم المعاني المختلفة و الإفادة
منها في الارتفاع بأسلوب إنشائه من ناحية، و في الحكم على جيد الكلام و رديئه من
ناحية أخرى.
نام کتاب : علم المعاني نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 41