نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 213
1- و من
أمثلة ذلك قول عمر بن أبي ربيعة في صاحبته هند:
نظرت إليها بالمحصّب من منى
ولي نظر لو لا التحرّج عارم
فقلت: أشمس أم مصابيح بيعة
بدت لك تحت السّجف أم أنت حالم؟
بعيدة مهوى القرط إمّا لنوفل
أبوها و إمّا عبدّ شمس و هاشمّ
فالكناية هنا في البيت الثالث، هي
«بعيدة مهوى القرط»، و مهوى القرط المسافة من شحمة الأذن إلى الكتف. فابن أبي
ربيعة يصف صاحبته بأنها بعيدة مهوى القرط، و هو بهذه الصفة يريد أن يدل على أن
هندا صاحبته «طويلة الجيد». و لهذا عدل عن التصريح بهذه الصفة إلى الكناية عنها، لأن
بعد المسافة بين شحمة الأذن و الكتف يستلزم طول الجيد.
2- و قال المتنبي في إيقاع سيف الدولة ببني كلاب:
فمساهم و بسطهمو حرير
و صبحهم و بسطهمو تراب
فالمتنبي هنا يصف بني كلاب الذين
أوقع بهم سيف الدولة بأن بسطهم في المساء و قبل الإيقاع بهم كانت من الحرير ثم
صارت في الصباح من التراب بسبب ما أصابهم من الأمير سيف الدولة.
و قصد الشاعر من وراء هذا التعبير
في الواقع أن يصف بني كلاب بأنهم في المساء كانوا سادة أعزاء ثم صاروا في الصباح و
بعد الإيقاع بهم فقراء أذلاء. و قد عدل الشاعر بتعبيره عن التصريح إلى أسلوب الرمز
[1] ديوان عمر بن أبي ربيعة ص 207، و نظر عارم: خارج عن القصد، و
البيعة بكسر الباء: متعبد النصارى، و السجف بكسر السين: الستر، و بعيدة مهوى
القرط: كناية عن طول عنقها، و نظيره قول الحماسي:
أكلت دما إن لم أرعك بضرة
بعيدة مهوى القرط طيبة النشر
نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 213