responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 120

و من ذلك يرى أن تقدير لفظة «أفعل» لا بدّ منه فيما يقصد به بلاغة التشبيه و إلا كان التشبيه ناقصا.

و قد عرفنا مما سبق أن تشبيه الشيئين أحدهما بالآخر لا يخلو من أن يكون تشبيه معنى بمعنى، أو تشبيه صورة بصورة، أو تشبيه معنى بصورة، أو تشبيه صورة بمعنى. و أبلغ هذه الأنواع تشبيه معنى بصورة، كقوله تعالى: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ و وجه بلاغة هذا النوع تأتي من تمثيله للمعاني الموهومة بالصور المشاهدة.

و من محاسن التشبيه المضمر الأداة قوله تعالى: وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً فشبّه الليل باللباس، لأن الليل من شأنه أن يستر الناس بعضهم عن بعض لمن أراد هربا من عدو أو ثباتا لعدو أو إخفاء ما لا يجب الاطّلاع عليه من أمره. و هذا من التشبيهات التي لم يأت بها إلا القرآن الكريم، فإن تشبيه الليل بلباس مما اختصّ به القرآن دون غيره من الكلام المنثور و المنظوم.

و من هذا الأسلوب قوله تعالى: وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فشبّه تبرّؤ الليل من النهار بانسلاخ الجلد عن الجسم المسلوخ، و ذلك أنه لما كانت هوادي الصبح و أوائله عند طلوعه ملتحمة بأعجاز الليل أجرى عليهما اسم السلخ، و كان ذلك أولى من أن يقال: «يخرج» لأن السلخ أدلّ على الالتحام من الإخراج.

و من محاسن التشبيه المضمر في الأمثال «الليل جنة الهارب»، و منه في الشعر قول المتنبي:

و إذا اهتزّ للندى كان بحرا

و إذا اهتز للوغى كان نصلا

و إذا الأرض أظلمت كان شمسا

و إذا الأرض أمحلت كان وبلا

نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست