نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 3 صفحه : 141
و ترك العلامة في ضرب. و قال اللّه تعالى:لَوْ شاءَ اللَّهُ ما
أَشْرَكْنا وَ لا آباؤُنا[1]؛حسن لمكان لا، و قد يجوز
في الشعر؛ قال أبو الحسن: سمعته من يونس لابن أبي ربيعة:
و اعلم أنه قبيح أن تصف المضمر في الفعل بنفسك و ما أشبهه، و ذلك
أنه قبيح أن تقول: فعلت نفسك، إلا أن تقول: فعلت أنت نفسك. فإن قلت: فعلتم أجمعون
حسن؛ لأنّ هذا يعمّ به، و إذا قلت: نفسك فإنما تؤكّد الفاعل، و لمّا كانت نفسك
يتكلم بها مبتدأة و تحمل على ما يجرّ و ينصب و يرفع شبّهوها بما يشرك المضمر، و
ذلك قولك: نزلت بنفس الجبل، و نفس الجبل مقابلي، و نحو ذلكن و أمّا أجمعون فلا
تكون إلا صفة، و كلّهم قد تكون بمنزلة أجمعين؛ لأنّ معناه معنى أجمعين فهي تجرى
مجراها.
و أمّا علامة الإضمار التي تكون منفصلة من الفعل و لا تغيّر ما عمل
فيها عن حاله إذا أظهر فيه الاسم فإنه يشركه المظهر لأنّه لا يشبه المظهر، و ذلك
قولك: أنت و عبد اللّه ذاهبان، و الكريم أنت و عبد اللّه.
و اعلم أنه قبيح أن تقول: ذهبت و عبد اللّه، أو ذهبت و أنّا؛ لأنّ
أنا بمنزلة المظهر. ألا ترى أن المظهر لا يشركه إلا أن يجئ في شعر، قال الشّاعر (و
هو الراعي):
و مما يبح أن يشركه المظهر علامة المضمر المجرور، و ذلك قولك: مررت
بك و زيد، و هذا أبوك و عمرو؛ فكرهوا أن يشرك المظهر مضمرا داخلا فيما قبله؛ لأنّ
هذه العلامة الداخلة فيما قبلها جمعت أنها لا يتكلّم بها إلا معتمدة على ما قبلها
في اللفظ، و أنها بدل من اللفظ بالتنوين، فصارت عندهم بمنزلة التنوين، فلما ضعف
عندهم كرهوا أن يتبعوها الاسم، و لم يجز أن يتبعوها إيّاه و إن وصفوا؛ لا يحسن أن
تقول: مررت بك أنت و زيد، كما جاز فيما أضمرت في الفعل؛ لأنّ ذاك و إن كان قد