نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 261
فيا لقصيّ ما زوى اللّه عنكم
به من فعال لا تجازى و سؤدد
و كان حقه أن يقول «قالا في
خيمتي أمّ معبد» أي قيّلا فيها، و يروى حلّا بدل قالا، و التقدير [أيضا] حلّا في
خيمتي، و لكنه اضطر فأسقط «في» و أوصل الفعل بنفسه، و كذا عملوا في قولهم «دخلت
الدّار، و المسجد» و نحو ذلك، إلا أن التوسع مع «دخلت» مطّرد؛ لكثرة استعمالهم
إياه.
ليهن بني كعب مكان فتاتهم
و مقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شائها و إنائها
فإنّكم إن تسألوا الشّاة تشهد
اللّغة: «رفيقين» تثنية رفيق، و هو
الذي يرافقك في عمل ما، و أراد بهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و رفيقه في
الهجرة من مكة إلى المدينة أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه، «قالا» أراد نزلا في وقت
القيلولة، و هي حين يشتد الحر، «أم معبد» امرأة من بني كعب اسمها عاتكة بنت خالد
الخزاعية، «بالبر» يروى بفتح الباء و كسرها، فإن كسرتها فمعناه الإحسان و الباء
للمصاحبة، و إن فتحت الباء جاز أن يكون البر بمعنى الإحسان أيضا كما يجوز أن يكون
البر الذي هو مقابل البحر، «ترحلا» أراد ظعنا و فارقا هذا المكان، و تقول: ترحل
القوم و ارتحلوا، «يا لقصي» أراد آل قصي بن مرة، و هو أحد أجداده صلوات اللّه و
سلامه عليه، «ما زوى اللّه عنكم» يريد أي شيء صرفه عنكم من المجد و الرفعة بسبب
خلافكم عليه و إلجائكم إياه إلى الهجرة و الخروج من بلدكم، «سؤدد» بضم السين و
سكون الواو مهموزة أو غير مهموزة و ضم الدال المهملة بعدها أو فتحها؛ فهذه أربع
لغات، و السؤدد: خصال الرفعة و المجد و الكرم.
الإعراب: «جزى اللّه» فعل و فاعل،
«رب» صفة للفظ الجلالة، و جعله قوم بدل كل من كل من لفظ الجلالة، و هو عندنا بعيد؛
لأن الرب ههنا مشتق بمعنى المربي، و رب مضاف و «الناس» مضاف إليه، «خير» مفعول به
ثان لجزى، و خير مضاف و جزاء من «جزائه» مضاف إليه، و جزاء مضاف و الضمير العائد
إلى اللّه مضاف إليه، «رفيقين» مفعول أول لجزى، «قالا» قال: فعل ماض، و ألف
الاثنين فاعله، و الجملة في محل نصب صفة لرفيقين، «خيمتي» منصوب على الظرفية
المكانية، و علامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى، و هو مضاف و «أم» مضاف
إليه، و أم مضاف و «معبد» مضاف إليه، «هما» ضمير منفصل مبتدأ، «نزلا» فعل و فاعل،
و الجملة في محل رفع خبر المبتدأ، «بالبر» جار و مجرور متعلق بنزل، «ثم» حرف عطف،
«ترحلا» فعل و فاعل، و جملتهما في محل رفع معطوفة على جملة
[1] أي: نزلا فيها وقت القيلولة، و هي: وقت اشتداد الحر عند منتصف
النهار.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 261