- هو العلم و إن لم يوجد العالم بها و هذا هو رأي المحقّق الرضي
الغرويّ في «شرحالشافية» حيث اعترض على
المصنّف قائلا: و الحقّ أنّ هذه الأصول هي التصريف لا العلم بها.
و اعلم أنّ العلم قد يقال على «الإدراك»- المفسّر بحصول صورة من الشيء عند العقل- و
على «الاعتقادالجازم المطابق الثابت» و
على «إدراكالكلّيّ» و على «إدراكالمركّب» و على «ملكة»- يقتدر بها على استعمال
موضوعات ما نحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن فيها- و قد يقال
لها: الصّناعة. و المراد به هنا: هو «الإدراكالكلّيّ».
قال أحمد: و إنّما قال: «علمبأصول» فأورد لفظ «العلم»؟لأنّ المراد بالأصول الأمور الكلّيّة التي تنطبق على الجزئيّات
كقولهم: «إذااجتمع الواو و الياء و
سبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء و أدغمت الياء في الياء» و من عادتهم أنّهم
يستعملون «العلم» في الكلّيّات. ثمّ قال: «يعرفبها» فأورد لفظ «المعرفة» لأنّ المراد بالأحوال هنا
الموارد الجزئيّة التي تستعمل تلك الأصول فيها، ك «سيّد» مثلا،
و من عادتهم أنّهم يستعملون «المعرفة» في الجزئيّات.
و أتى بالباء في قوله: «بأصول» لأنّه
يقال: «علمه» و «علمبه» قال اللّه تعالى:أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرىأو ضمّنه معنى «الإحاطة» فأتى بصلتها فإنّ انتقال
الصلة للتضمين.
[نهج البلاغة: 497، شرح الشافية 1: 2، شرح أحمد: 13]
[1]و إنّما قال: «كالجنس» و لم يقل: «جنس» مع
أنّ التعريف ينبغي أن يكون مشتملا على الجنس و الفصل فالمناسب أن يكون «العلم» جنسا لتعريف التصريف لا
كالجنس لأنّ الجنس ما له أفراد كثيرة مختلفة، و «العلم» كذلك؟
و الجواب عن سبب هذا التعبير أنّ «العلم» و
إن كان له أفراد كثيرة مختلفة لكنّه لا يكون جنسا لأنّ أفراده ليس حسّيّا و أفراد
الجنس حسّيّ و لذا قال الشارح: «كالجنس».
و قال بعضهم في الجواب: التعريف على قسمين: الأوّل: التعريف للشيء
الذي كان-