ففي هذا الإبهام (١) من تفخيم فضله (٢) وإعلاء قدره ما لا يخفى ، [وأمّا
وصفه (٣)] أي وصف المسند إليه ، والوصف قد يطلق على نفس التّابع المخصوص (٤) ، وقد
يطلق بمعنى المصدر (٥) ، وهو (٦) الأنسب ههنا ، وأوفق بقوله : وأمّا بيانه ، وأمّا
الإبدال عنه ، أي وأمّا ذكر النّعت له (٧)
(١) خبر مقدّم
، وقوله : «ما لا يخفى» مبتدأ مؤخّر ، أي ما لا يخفى على من له أدنى دراية
بخصوصيّات اللّغة العربيّة.
(٢) أي فضل
نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ الإبهام يدلّ على أنّ المعبّر عنه أعظم في رفعته
، وأجلّ من أن يعرف حتّى يصرّح به.
(٣) قدّم الوصف
على سائر التّوابع لكثرة وقوعه في الكلام وكثرة اعتباراته ، أي فوائده ومباحثه
والأغراض المتعلّقة به من التّوضيح والتّخصيص ونحوهما كالمدح والذّمّ.
وبعبارة أخرى :
إنّ الصّفة على أربعة أوجه : لأنّ الموصوف إمّا أن لا يعلم ويراد تمييزه عن أسماء
الأجناس بما يكشفه ، فهي الصّفة الكاشفة ، وإمّا أن يعلم لكن التبس من بعض الوجوه
، فيؤتى بما يرفعه ، فهي المخصّصة ، وإمّا أنّه لم يلتبس ولكن يوهم الالتباس فيؤتى
بما يقرّره فهي المؤكّدة ، وإلّا فهي المادحة والذّامّة.
(٤) أي كالعالم
والفاسق ونحوهما.
(٥) أي الإتيان
بالوصف ، وبعبارة أخرى : توصيف المسند إليه بوصف فيكون فعل المتكلّم.
(٦) أي المعنى
المصدري «الأنسب ههنا» وأوفق بقوله : «وأمّا بيانه» لأنّه مصدر ، وبيان ذلك إنّ
الوصف يطلق بالاشتراك على معنيين :
أحدهما
: وهو الأصل فيه
المعنى المصدريّ أعني ذكر أوصاف للشّيء.
والآخر
: النّعت أعني
التّابع المخصوص ، لكن حمله على الأوّل أشبه طردا للباب على وتيرة واحدة ليوافق
قوله في بقيّة التّوابع حيث عبّر عنها بالمعنى المصدري ، أعني قوله : «وأمّا بيانه
وأمّا الإبدال عنه» وأمّا العطف فحمله على المعنى المصدريّ أنسب بالتّعليل وهو
قوله : «فلكونه ...» وأوفق بقوله : «وأمّا بيانه وأمّا الإبدال عنه ...».
(٧) تفسير
لقوله : «وأمّا وصفه» بناء على المعنى المصدري.