[للإشارة إلى معهود (١)] أي إلى حصّة من الحقيقة (٢) معهودة (٣) بين
المتكلّم والمخاطب واحدا كان أو اثنين أو جماعة يقال (٤) : عهدت فلانا إذا أدركته
ولقيته ، وذلك لتقدّم ذكره صريحا أو كناية. [نحو : (وَلَيْسَ الذَّكَرُ
كَالْأُنْثى)[١] (٥) أي ليس] الذّكر
(١) أي معهود
في الخارج ، وقدّم لام العهد على لام الحقيقة ، لأنّ المعرّف بها أعرف من المعرّف
بلام الحقيقة ، وعكس السّكّاكي.
(٢) التّفسير
المذكور من الشّارح جواب عن سؤال مقدّر : وحاصل السّؤال : أنّه لا يصحّ جعل
الإشارة إلى معهود مقابلا للإشارة إلى نفس الحقيقة ، لأنّ نفس الحقيقة في المعرّف
بلام الجنس أيضا معهودة.
وملخّص الجواب
: إنّ المراد من المعهود البعض ، أعني الفرد المقابل للحقيقة ، لا الفرد المقابل
للاثنين والجماعة ، فإذا لا إشكال على جعل الإشارة إلى المعهود مقابلا للإشارة إلى
نفس الحقيقة.
إن قلت : ما وجه اختيار الشّارح عنوان الحصّة دون عنوان الفرد مع
أنّ الثّاني أوضح من الأوّل.
قلت
: الوجه في ذلك
أنّ المتبادر من الفرد هو الشّخص الواحد عرفا والمعهود الخارجيّ قد يكون واحدا ،
وقد يكون اثنين ، وقد يكون جماعة.
نعم ، الحصّة
في اصطلاح المناطقة عبارة عن الطّبيعة المعروضة للتّشخّص.
(٣) أي معيّنة.
(٤) أي يقال :
عهدت فلانا لغة ، والمراد هنا لازمه وهو التّعيين ، لأنّ إدراك الشّيء وملاقاته
يستلزم تعيينه ، فالمراد بالمعهود هو المعيّن.
والشّاهد : في
قوله تعالى : (وَلَيْسَ الذَّكَرُ) حيث إنّ الذّكر مذكور سابقا في ضمن قولها : (مُحَرَّراً) لأنّ قولها : (رَبِّ إِنِّي
نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) بمنزلة إنّي نذرت الذّكر الّذي في بطني لأنّ العتق
لخدمة بيت المقدس لا يكون صالحا إلّا الذّكر.