responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 878

قال الزمخشرىّ: للفاء مع الصفات ثلاثة أحوال:

أحدها: أن تدلّ على ترتيب معانيها فى الوجود كقوله [من السريع‌]:

984- يا لهف زيّابة للحارث‌

الصّابح فالغانم فالآئب‌ [1]

أي الّذي صبح، فعنم، فآب.

و الثاني: أن تدلّ على ترتيبها في التفاوت من بعض الوجوه، نحو قولك: خذ الأكمل فالأفضل، و اعمل الأحسن فالأجمل.

الثالث: أن تدلّ على ترتيب موصوفاتها في ذلك، نحو: رحم اللّه المحلّقين فالمقصّرين.

« قد تنبئ» أي الفاء السببية «عن محذوف»، و هو السبب لما بعدها «فتسمّى فصيحة عند بعض»، أى بعض أهل العربيّة لإفصاحها عن ذلك المحذوف، بحيث لو ذكر لم تكن بذلك الحسن مع حسن موقع ذوقيّ، لا يمكن التعبير عنه نحو قوله تعالى: فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً [البقرة/ 60]، أى فضرب فانفجرت، هكذا قدّره المصنّف في عين الحياة [2]، و اقتصر عليه تبعا للسكاكيّ في المفتاح، ثمّ قال: و حذف المعطوف عليه للدلالة على سرعة تحقّق الانفجار، كأنّه حصل عقيب هذا الأمر، و هذا التقدير هو الّذي يقتضيه سياق كلامه هنا أيضا، و قدّره صاحب الكشّاف بتقديرين، فقال: أى فضرب، فانفجرت، أو فإن ضرب فقد انفجرت. قال صاحب الكشف‌ [3]: و يرجّح الأوّل أنّه أقلّ تقديرا، و أنّ الثاني يحتاج إلى إضمار قد، و هو ضعيف، انتهى.

و هل تسميتها فصيحة على التقدير الأوّل فحسب، أو على الثاني فقط، أو عليها معا، ذهب إلى الأوّل جماعة، قالوا: لأنّها على تقدير الشرط تكون جزائية لا فصيحة، و عرّفوها بأنّها الفاء الّتي دلّت على محذوف غير شرط هو سبب لما بعد الفاء، و هو ظاهر كلام صاحب المفتاح و المصنّف في عين الحياة، و كلامه هنا كالصريح في ذلك، إذ الضمير في قوله: و قد تنبئ عن محذوف عائد على الفاء السببيّة العاطفة لا مطلق السببيّة، فتدبّر.

و كلام الزمخشرىّ في الكشّاف ظاهر في الثاني، حيث قال: الفاء في فانفجرت متعلّق بمحذوف، أي فضرب فانفجرت، أو فإن ضرب فقد انفجرت، كما قلنا في:


[1] - هو لابن زيابة. اللغة: الصابح: المغير صباحا، الغانم: آخذ الغنم و الفئ، آئب: راجع.

[2] - عين الحياة في التفسير من مؤلفات الشيخ البهائي.

[3] - لعلّه كشف المشكل في النحو لعلي بن سليمان اليمنىّ المتوفّى سنة 599 ه، أو كشف النقاب عن غيمة الإعراب لإبراهيم بن أحمد بن الملا الحلبي المتوفّى بعد سنة 1030 ه، كشف الظنون 2/ 1495 و 1210.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 878
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست