نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 868
قوله: «أقوىأو أضعف»صفتان لجزء، أي أقوى من سائر أجزاء
المعطوف عليه نحو: مات الناس حتّى الانبياء، أو أضعف منه، نحو: قدم الحاجّ حتّى
المشاة، و قد اجتمعا فى قوله [من الطويل]:
قال ابن يعيش: إذا قلت: ضربت القوم حتّى زيدا، فلا بدّ أن يكون زيدا
أرفعهم أو أدناهم، ليدلّ بذكره على أنّ الضرب قد انتهى إلى الرفعاء أو الرضعاء،
فإن لم يكن زيد بهذه الصفة لم يكن لذكره فائدة، إذ كان قولك: ضربت القوم يشتمل على
زيد و عمرو و غيرهما، فلمّا كان ذكر زيد يفيد ما ذكرناه، وجب أن يكون داخلا في حكم
ما قبله و أن يكون بعضا لما قبله، فيستدلّ بذكره على أنّ الفعل قد عمّ الجميع، و
لذلك لا تقول: ضربت الرجال حتّى النساء، لأنّ النساء لسن من الرجال، و لا يتوهّم
دخولهنّ، و إنّما يذكر بعد حتّى ما يشتمل عليه الأوّل، و يجوز أن لا يقع عليه
الفعل لرفعته أو دنائته، فبيّن بحتّى أنّ الأمر قد انتهى إليه.
«بمهلةذهنيّة»متعلّق بعاطفة، أى بحسب الذهن لا
بحسب الخارج كما فى ثمّ، إذ المناسب بحسب الذهن في نحو: مات الناس حتّى الأنبياء،
أن يتعلّق الموت أوّلا بغير الأنبياء، و يتعلّق بعد التعلّق بهم بالأنبياء، و إن
كان موت الأنبياء بحسب الخارج فى أثناء سائر الناس، و هكذا المناسب في الذهن تقدّم
قدوم ركبان الحاجّ على رحالتهم، و إن كان فى بعض الأوقات على عكس ذلك، و مع هذا
يصحّ أن يقال: قدم الحاجّ حتّى المشاة، و ظهر بذلك أنّه لا يعتبر فيها الترتيب
الخارجىّ أيضا، بل المعتبر فيها ترتيب أجزاء ما قبلها ذهنا من الأضعف إلى الأقوى
أو بالعكس.
و ذهب جماعة منهم ابن الحاجب و الزمخشرىّ [إلى] أنّها تفيد الترتيب و
المهلة كثمّ، قال ابن مالك: هى دعوى بلا دليل، ففي الحديث: كلّ شيء بقضاء و قدر
حتّى العجز و الكيس[2]، ليس في القضاء ترتيب، و إنّما
الترتيب في ظهور المقتضيات، و قال الشاعر [من الطويل]: