responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 856

تعالى عالم بحقيقة حالهم، و ما يؤول إليهم، و لكن أنزل الكلام في قالب لا يجزم السامع معه بأحد الأمرين معيّنا، و لكنّه يشكّ، و الشكّ كقولك: جاءني إمّا زيد و إمّا عمرو، إذا لم تعلم الجائي منهما.

«التخيير» كقوله تعالى: إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَ إِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً [الكهف/ 86]، فخيّر بين تعذيبهم بالقتل على كفرهم، و بين اتّخاذ الحسن فيهم بإرشادهم و تعليمهم الشرائع، و يجوز أن يكون المراد بالتعذيب القتل، و باتّخاذ الحسن الأسر، لأنّه بالنظر إلى القتل إحسان، لما فيه من بقاء الحياة مدّة، و الأوّل أولى، و المشهور أنّه لا بدّ للّتى للتخيير أن تكون واقعة بعد الطلب، فيكون التقدير في الآية- و اللّه أعلم- قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ‌ افعل‌ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَ إِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ [الكهف/ 86]، فأن و صلتها بعد أمّا الأوّلى في محلّ نصب على المفعوليّة بالفعل المحذوف، و ما بعد إمّا الثانية معطوف على الأوّل، أى إمّا تعذيبهم، و إمّا اتّخاذ الحسن فيهم.

« الاباحة»، نحو: تعلّم إمّا فقها و إمّا نحوا، و جالس إمّا الحسن و إمّا ابن سيرين.

قال ابن هشام: و نازع في ثبوت هذا المعنى ل «إمّا» جماعة مع إثباتهم إيّاه ل- «أو».

تنبيهات: الأوّل: هذه المعاني الخمسة ترد ل" أو" أيضا كما تقدّم إلا أنّ إمّا يبنى الكلام معها من أوّل الأمر على ما جي‌ء به لأجله من شكّ و غيره، و لذلك وجب تكرارها في غير ندور، و" أو" يفتتح الكلام معها على الجزم، ثمّ يطرأ الشكّ أو غيره، قاله في المعنى.

و فيه بحث، قال الرضىّ: مبنى الكلام مع إمّا على أحد الشيئين أو الأشياء، و أمّا أو فإن تقدّم إمّا على المعطوف عليه نحو: جاءني إمّا زيد أو عمرو، فالكلام مبنىّ على ذلك، و إن لم يتقدّم جاز أن يعرض للمتكلّم معنى أحد الشيئين بعد ذكر المعطوف عليه، تقول مثلا: قام زيد قاطعا بقيامه، ثمّ يعرض الشكّ أو يقصد الإبهام، فتقول: أو عمرو، و يجوز أن يكون شاكّا أو مبهما من أوّل الأمر، و إن لم تأت بحرف دالّ عليه كما تقول مثلا: جاءني القوم، و أنت عازم من أوّل الأمر على الاستثناء بقولك: إلا زيدا، انتهى.

و هو صريح في عدم تعيين افتتاح الكلام مع أو على الجزم، و قد يجاب بأنّ معنى افتتاح الكلام معها على الجزم أنّ ذلك بحسب الصورة الظاهرة مع أنّه قد يكون في الواقع كذلك، و قد لا يكون، و معنى طروء الشكّ طروء الدالّ عليه لا أن يكون المتكلّم بها لا بدّ أن يكون جازما ثم يشكّ، فتأمّله.

الثاني: التحقيق أنّ إمّا إنّما هي لأحد الشيئين أو الاشياء، و المعاني المذكوره ليست مستفادة من نفس إمّا، و إنّما يستفاد من غيرها باعتبار محلّ الكلام، كما قالوا: ذلك في‌

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 856
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست