responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 775

فإن قلت: هي إنّما تدلّ على طلب الكفّ عن الإقامة، لأنّه موضوع للنهي، و أمّا إظهار الكراهية المنهيّ فمن لوازمه و متقضياته، فدلالته عليه تكون بالالتزام دون المطابقة، قلت: نعم و لكن صار قولنا: لا تقم عندي بحسب العرف حقيقة في إظهار كرامة إقامته و حضوره، و التأكيد بالنون دالّ على كمال هذا المعنى، فصار لا تقيمنّ عندنا دالّا على كمال إظهار الكراهة لإقامته بالمطابقة بخلاف الأولى، قاله التفتازانيّ في شرح التلخيص.

ثمّ إنّما يصحّ التمثيل بهذا البيت للجملة الّتي لها محلّ بناء على قول علماء البيان من تمثيلهم به، لأنّ الجملة الأولى محكيّة، و الثانية تابعة لها، لكن قال ابن هشام: إذا قيل: قال زيد: عبد اللّه منطلق، و عمرو مقيم، فليست الجملة الأولى في محلّ نصب، و الثانية تابعة لها، بل الجملتان معا في موضع نصب، و لا محلّ لواحدة منهما، لأنّ المقول مجموعها، و كلّ منهما جزء للمقول كما أنّ جزئي الجملة الواحدة لا محلّ لواحد منهما باعتبار القول، فتأمّله، انتهى.

و هذا بعينه جار في البيت، فإنّ مجموع الجملتين فيه، و هما قوله: ارحل لا تقيمنّ عندنا، هو المقول، و كلّ واحد من الجملتين جزءه، فلا يكون لها محلّ على مقتضي كلامه.

تنبيه: ما ذكره المصنّف من انحصار الجمل الّتى لها محلّ من الإعراب فى سبع جار على ما قرّروا، كما قال ابن هشام فى المغنى، و الحقّ أنّها تسع، و الّذي أهملوه الجملة المستثناة. قال الدمامينيّ: لم يعترض للتنصيص عليها أحد قبل ابن خروف فيما أعلم، فإنّه قال في قوله تعالى: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ* إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَ كَفَرَ* فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ [الغاشية/ 23 و 22 و 21]، من مبتدأ، و يعذّبه اللّه الخبر، و الجملة في محلّ نصب على الاستثنناء المنقطع، انتهى.

و الجملة المسند إليها نحو: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‌ [البقرة/ 6]، إذا أعرب سواء خبرا و أنذرتهم مبتدأ. و نحو: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه‌ [1]، إذا لم يقدّر الأصل أن تسمع، بل قدّر تسمع قائما مقام السماع كما أنّ الجملة في نحو:

وَ يَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ‌ [الكهف/ 47]، و نحو أَ أَنْذَرْتَهُمْ، و إن لم يكن معها حرف سابك.

و زاد الدمامينيّ عاشرة، و هي الّتي تقع صلة لأل، إمّا مع القول بأن ذلك لا يكون للضرورة مطلقا، كما يقول الجمهور، أو مع القول بأنّ ذلك يجوز في السعة قليلا إن‌


[1] - المعيدي هو تصغير رجل منسوب إلى معد، يضرب مثلا لمن خبره خير من مرآته. لسان العرب 4/ 3743.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 775
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست